أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2022، عن مساعدة عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 1.85 مليار دولار، تشمل لأول مرةٍ تزويد كييف بنظام الدفاع الصاروخي "باتريوت"، وذلك تزامناً مع زيارة فولوديمير زيلينسكي لواشنطن.
وقال بلينكن إن هذا الدعم "سيوفر لأوكرانيا قدرات دفاع جوي وقدرات دقيقة موسعة، وكذلك ذخائر إضافية ومعدات مهمة تستخدمها كييف بشكل فعال للدفاع عن نفسها في ساحة المعركة".
وأضاف: "للمرة الأولى، تشمل مساعدة اليوم نظام باتريوت للدفاع الجوي، القادر على إسقاط صواريخ كروز، والصواريخ الباليستية قصيرة المدى، والطائرات بنطاق أعلى بكثير من أنظمة الدفاع الجوي المقدمة سابقاً".
كرر بلينكن أن الولايات المتحدة ستواصل "دعم أوكرانيا لأطول فترة ممكنة، حتى تتمكن كييف من الاستمرار في الدفاع عن نفسها وتكون في أقوى موقف ممكن على طاولة المفاوضات عندما يحين الوقت".
وصواريخ باتريوت هي نظام دفاع جوي متقدم بعيد المدى، فعال للغاية في اعتراض الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وسبق أن تحدثت تقارير عن استعداد واشنطن لإرسالها إلى أوكرانيا، وتحذير موسكو من ذلك.
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قد قال في 14 ديسمبر/كانون الأول 2022، إنه إذا تم إرسال صواريخ "باتريوت" الأمريكية إلى أوكرانيا، فإنها ستكون "أهدافاً مشروعة" للقوات الروسية.
زيلينسكي في واشنطن
وتوجَّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى الولايات المتحدة، الأربعاء، للاجتماع بالرئيس الأمريكي جو بايدن، وإلقاء كلمة أمام الكونغرس، والسعي للحصول على مزيد من الأسلحة، في أول رحلة خارجية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ قبل 300 يوم.
وقال زيلينسكي إن الزيارة هدفها تعزيز "قدرات أوكرانيا على الصمود والدفاع"، في ظل هجمات روسية متكررة على إمدادات الطاقة والمياه في الشتاء القارس.
فيما قال مسؤولون محليون إن أوكرانيا أعلنت زوال الخطر الأربعاء، بعد أن دوَّت صفارات الإنذار من غارات جوية في أنحاء أوكرانيا، لكن لم ترد أنباء حتى الآن عن موجة جديدة من الهجمات الروسية.
وقال المستشار السياسي للرئاسة ميخائيلو بودولياك، إن زيارة زيلينسكي للولايات المتحدة تُظهر درجة عالية من الثقة بين البلدين، وتتيح الفرصة لتوضيح نوع الأسلحة التي تحتاجها كييف.
قال بودولياك لـ"رويترز": "هذا يضع نهاية لمحاولات الجانب الروسي… إثبات وجود فتور متزايد مزعوم في علاقاتنا الثنائية".
كما أضاف: "هذا بالطبع، لا يمتُّ إلى الواقع بِصلة. الولايات المتحدة تدعم أوكرانيا بشكل لا لبس فيه".
وقال مسؤول أمريكي كبير إن بايدن سيعلن خلال الزيارة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بما يقارب ملياري دولار، ستشمل بطاريات صواريخ باتريوت؛ لمساعدة كييف في الدفاع عن نفسها في مواجهة الصواريخ الروسية.
وقال بودولياك: "أسلحة وأسلحة والمزيد من الأسلحة. من المهم أن نشرح بشكل شخصي سبب حاجتنا لأنواع معينة من الأسلحة. على وجه الخصوص، المركبات المدرعة، وأحدث أنظمة الدفاع الصاروخية والصواريخ بعيدة المدى".
ومن المتوقع أن تستغرق زيارة زيلينسكي للولايات المتحدة عدة ساعات.
وسيجري الرئيس الأوكراني محادثات مع بايدن وكبار مستشاري الأمن القومي في البيت الأبيض، وسيعقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع بايدن ثم سيتوجه إلى مقر الكونغرس، حيث سيخاطب جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ.
وغزت روسيا، أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، بهدف الاستيلاء على كييف في غضون أيام، وهو هدف سرعان ما تبين أنه بعيد المنال.
قُتل الآلاف من الجنود والمدنيين منذ ذلك الحين، وأُجبر الملايين على الفرار من منازلهم وتحولت مدن بأكملها إلى أنقاض.
وسيلتقي بايدن وجهاً لوجه بالرجل الذي تحدث إليه مراراً على مدى الأشهر العشرة الماضية، دون أن يلتقيه منذ اندلاع الحرب. وقال المسؤول الأمريكي إن بايدن لن يستخدم المحادثات لدفع زيلينسكي إلى طاولة التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال الكرملين إن روسيا لا ترى أي فرصة لمحادثات سلام مع كييف. وأوضح دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في اتصال مع الصحفيين، أن إمدادات الأسلحة المستمرة من الغرب لأوكرانيا ستؤدي إلى "تعميق" الصراع.
وقدمت إدارة بايدن مساعدات عسكرية بقيمة نحو 20 مليار دولار لأوكرانيا، من بينها ذخائر مدفعية وذخائر لأنظمة صواريخ سام للدفاع الجوي وأنظمة هيمارس.
ودعا زيلينسكي الغرب مراراً إلى توفير مزيد من الأسلحة.
وقدَّم مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون لتمويل حكومي يتضمن 44.9 مليار دولار من المساعدات الطارئة لأوكرانيا وحلفاء في حلف شمال الأطلسي. وسيتم استخدام الأموال للتدريب العسكري وتوفير المعدات والدعم اللوجستي والاستخباراتي، وكذلك لتجديد المعدات الأمريكية المرسلة إلى أوكرانيا.
وقال البنك الدولي الثلاثاء، إنه وافق على حزمة تمويل إضافية لأوكرانيا تصل إلى 610 ملايين دولار؛ لتلبية احتياجات الإغاثة العاجلة وجهود التعافي.