قال وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان، الأربعاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2022، إنه تحدث إلى نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، على هامش مؤتمر "بغداد 2" الذي عُقد في الأردن أمس الثلاثاء، وذلك في أعلى مستوى للقاءات بين مسؤولي البلدين منذ قطعا العلاقات في 2016.
عبد اللهيان قال في تغريدة على تويتر باللغة العربية، إن نظيره السعودي فيصل بن فرحان كان ضمن عدد من وزراء الخارجية الذين أتيحت له فرصة "الحديث الودي" معهم على هامش مؤتمر الأردن، مضيفاً: "أكد لي الوزير السعودي استعداد بلاده لاستمرار الحوار مع إيران".
لم يصدر بعد تعليق رسمي من وزارة الخارجية السعودية، حتى الساعة 15:10 بتوقيت غرينتش من اليوم الأربعاء.
في سياق متصل، قال عبد اللهيان، في تصريحات لوكالة "أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، إن طهران مستعدة لمواصلة "سير المفاوضات التي انطلقت في بغداد"، وأضاف: "متى ما كانت السعودية جاهزة لاستئناف العلاقات الطبيعية، فسترحب إيران بذلك".
كان العراق قد استضاف خمسة اجتماعات بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين منذ العام الماضي في محاولة لتهدئة التوتر وكان آخرها في أبريل/نيسان دون أن تحدث أي انفراجة دبلوماسية، وتركزت الاجتماعات على النقاط الخلافية، وأبرزها حرب اليمن والبرنامج النووي الإيراني.
يأتي هذا اللقاء بين عبد اللهيان ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، فيما تشهد علاقات السعودية وإيران توتراً كبيراً، إذ تساند كل من الرياض وطهران أطرافاً متقابلة في صراعات بأنحاء المنطقة، من بينها في سوريا واليمن.
كانت الرياض قد قررت مع مطلع عام 2016 قطع العلاقات رسمياً مع إيران، بعد اقتحام إيرانيين مقر سفارة الرياض في طهران وقنصليتها في مشهد.
تزايد التوتر بين البلدين منذ اندلاع احتجاجات في إيران، وطالبت طهران السعودية بالسيطرة على وسائلها الإعلامية، وحذر وزير الاستخبارات الإيراني الرياض من عدم وجود ما يضمن استمرار "الصبر الاستراتيجي" لطهران.
تتهم إيران خصومها في الخارج بإذكاء الاحتجاجات التي يشارك فيها إيرانيون من مختلف الفئات، وأشار المسؤول العسكري الإيراني إسماعيل قاآني للسعودية، الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون الأول 2022، بالقول إنها "لا تستحق أن تكون عدواً".
كذلك أدى البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل لتفاقم حدة التوتر، وتوقفت منذ سبتمبر/أيلول 2022 المحادثات بين طهران والقوى العالمية بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي الذي سبق التوصل إليه عام 2015.
في هذا الصدد، قال وزير الخارجية السعودي إن المؤشرات "ليست إيجابية للغاية للأسف"، وإن دول الخليج العربية ستعمل على تعزيز أمنها إذا حصلت طهران على أسلحة نووية، وهو ما تقول طهران إنها لا تسعى إليه.
يُشار إلى أن مؤتمر "بغداد 2" الذي شاركت فيه 12 دولة اختتم في الأردن، ونظمته فرنسا والعراق بهدف دعم الاستقرار في العراق والمنطقة بصفة عامة، بدون أي أنباء عن اجتماع ثنائي بين السعودية وإيران.
أعلن المشاركون في المؤتمر عن توافقهم على دعم العراق في مواجهة جميع التحديات، ، وأكدوا في بيان أهمية عقد دورة ثالثة للمؤتمر، وتحديد مكان انعقادها وتاريخها بالتشاور بينهم.