ذكرت شبكة CNN الأمريكية، في تقرير نشرته الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، أن دراسة جديدة كشفت أن جرائم القتل تعد سبباً رئيسياً للوفاة بين الأطفال في الولايات المتحدة، وأن المعدل الإجمالي تزايد بنسبة 4.3% سنوياً على مدى نحو عقد زمني.
بحسب الدراسة التي نُشرت في مجلة JAMA Pediatrics الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، تعرَّض الصبية أصحاب البشرة السمراء للقتل أكثر من أي فئة أخرى، وكانت الأسلحة النارية هي الأكثر شيوعاً من بين الأسلحة التي تسببت في وفاة الأطفال. ووجد الباحثون أن 38362 طفلاً أمريكياً كانوا ضحايا جرائم القتل بين عامي 1999 و2020.
جرائم قتل الأطفال في أمريكا مرتبطة بالأسلحة النارية
في حين توصلت الدراسة إلى أن المعدلات الإجمالية لجرائم القتل شهدت زيادة "طائشة" بين عامي 2019 و2020، مع ارتفاع المعدلات على صعيد عديد من التركيبات السكانية. وفي تلك الفترة وحدها، ارتفعت أعداد الأطفال الذين قُتلوا في جرائم قتل بنسبة 27.7%.
توضح الدراسة أن الزيادة الملحوظة قد تُعزى جزئياً إلى الاتجاه العام في جرائم قتل الأطفال المرتبطة بالأسلحة النارية، والتي ارتفعت بنسبة 47.7% بين عامي 2019 و2020.
كما ارتفعت المعدلات الإجمالية بأقصى مستوى بين الصبية، وكانت نسبة الارتفاع 16.1% بين عامي 2018 و2020. ومع ذلك، كان هناك تراجع في جرائم القتل بين الفتيات بين عامي 1999 و2020.
كذلك وجدت الدراسة أن جرائم القتل تتزايد بالنسبة للفئة العمرية بين 6 سنوات و10 سنوات، منذ عام 2014.
برامج التدخل في حالات العنف بالمدارس
يقول الباحثون إن غالبية برامج التدخل في حالات العنف بالمدارس مع هذه الفئة العمرية، تركز على التحدث عن العنف الجنسي وعنف الأقران مثل التنمر، بدلاً من تسليط الضوء على عنف الآباء تجاه الأطفال، إلا في حالة إظهار الطفل مشكلات سلوكية محددة. ويشير المؤلفون إلى أنه قد تكون هناك حاجة إلى البرامج التي تثقف حول عنف شركاء الحياة.
تقترح الدراسة أيضاً أن الحد من القدرة على الوصول إلى "الوسائل الفتاكة" مثل الأسلحة، يمكن أن يقلل الوفيات بين الأطفال في الفئة العمرية بين 6 و10 سنوات.
من جانبها قالت الدكتورة كارين شيهان، الطبيبة المعالجة في قسم الطوارئ بمستشفى آن وروبرت لوري للأطفال في شيكاغو، والتي لم تشارك في البحث الجديد، إن أرقام هذه الفئة العمرية تبرز بوضوح.
أضافت: "أعتقد أن الناس تنسى هذه الفئة العمرية. نفكر في الأطفال الأصغر فيما يتعلق بإساءة معاملة الأطفال، وفي الأطفال الأكبر فيما يتعلق بإصابات الأسلحة النارية، لكن تلك الفئة العمرية بين 6 و10 سنوات، تحتاج إلى أن نضعها على رادارتنا ونعطيها اهتماماً".
زيادة حالات الإصابة بالسلاح الناري
في حين وجدت دراسة منفصلة نُشرت بمجلة JAMA Pediatrics الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، أن معدلات الإصابات بسبب الأسلحة النارية والتي تعالَج في مستشفيات الأطفال، ارتفعت بدرجة كبيرة في العام الأول لجائحة كوفيد-19، وظلت مرتفعة وصولاً إلى عام 2021.
قارن الباحثون أعداد إصابات الأسلحة النارية التي عولجت في مستشفيات الأطفال بين شهري أبريل/نيسان 2020 وديسمبر/كانون الأول 2021، مع أعدادها بين شهري أبريل/نيسان 2018 وديسمبر/كانون الأول 2019. فبين عامي 2018 و2019، كان هناك 1815 إصابة بسبب الأسلحة النارية، بينما كان هناك 2759 إصابة خلال الجائحة، بزيادة 52%.
لكن في كلتا الفترتين، كانت النسبة الأكبر بين الضحايا من الأطفال أصحاب البشرة السمراء، الذين يغطيهم التأمين الصحي الحكومي، والأطفال حتى سن 5 سنوات. ولم تكن هناك اختلافات ديموغرافية أخرى كبيرة بين الضحايا.