كشفت توقعات بأن يصل عدد ضحايا فيروس كورونا في الصين خلال العام المقبل إلى أكثر من مليون حالة وفاة، وذلك في ظل التفشي السريع للفيروس بعد تخلي بكين عن سياستها "صفر كوفيد" التي انتهجتها منذ بداية الجائحة، وفق ما ذكرته صحيفة The Washington Post الأمريكية، الأحد 18 ديسمبر/كانون الأول 2022.
حيث توقع معهد القياسات الصحية والتقييم (IHME) العالمي لأبحاث الصحة بجامعة واشنطن في سياتل، يوم الجمعة 16 ديسمبر/كانون الأول، أن أعداد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في الصين سترتفع إلى أكثر من 322 ألف حالة في أبريل/نيسان.
بينما وجد تحليل أشار إليه تقرير أوردته وكالة رويترز أن الصين قد تشهد أكثر من مليون حالة وفاة بسبب فيروس كورونا في الصين عام 2023، أي أكثر من العدد الرسمي البالغ 5.235 حالة فقط حتى الآن.
أشهر صعبة تنتظر الصين
قال كريستوفر موراي مدير معهد IHME في بيان مرئي مطلع هذا الشهر: "مهما كانت الطريقة التي ننظر بها إلى هذا الأمر، فالأشهر القليلة المقبلة ستكون على الأغلب غاية في الصعوبة على الصين. فأكثر الناس العرضة للإصابة في العالم هم من يتجنبون الإصابات الطبيعية ولا يتناولون الجرعات المعززة. وهذا هو حال الصين بالضبط".
بينما قالت شركة Airfinity للتحليلات الصحية في لندن، إن "مناعة اللقاح في الصين تضاءلت بمرور الوقت ومع غياب الجرعات المعززة والإصابات الطبيعية، يكون السكان أكثر عرضة للإصابة بدرجة خطيرة من كوفيد".
فيما تشير توقعات Airfinity، التي نشرتها في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، إلى ما بين 1.3 مليون و2.1 مليون حالة وفاة بسبب فيروس كورونا في الصين إذا أنهت الحكومة سياسة صفر كوفيد دفعة واحدة.
تقديرات أشد قتامة
كانت بعض التقديرات الأخرى أشد قتامة، ففي نوفمبر/تشرين الثاني أيضاً، قدر علماء الأوبئة بقيادة تشو جياتونغ، رئيس مركز السيطرة على الأمراض في مقاطعة قوانغشي الصينية، أن أكثر من مليوني شخص قد يموتون في البلاد.
كما أوضح: "قد يحدث ذلك إذا شهدت موجة كوفيد مماثلة لتلك التي ضربت هونغ كونغ في الربيع، حين انتشر متحور أوميكرون في المنطقة المكتظة بالسكان، وخلال ثلاثة أشهر فقط شهدت المدينة التي يبلغ عدد سكانها 7.4 مليون نسمة فقط أكثر من مليون حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد وحوالي 7000 حالة وفاة".
الآن، تتواتر التقارير عن انتشار فيروس كورونا في الصين، ويتناقل كثيرون روايات عن شوارع مهجورة ومستشفيات ودور جنازات مكتظة وصيدليات خالية من أدوية الحمى والعلاجات التقليدية.
حيث قال موراي، مدير معهد IHME، إن أمام الصين عدة خيارات. فيمكنها تخفيف سياسة صفر كوفيد تدريجياً لتحاشي اكتظاظ المستشفيات. ويمكنها أيضاً تطعيم المواطنين بلقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال mRNA أو توفير أدوية مثل بلاكسفويد.
مواجهة فيروس كورونا في الصين
كتب باحثون في هونغ كونغ أيضاً أن الانتظار شهراً قبل إنهاء الإغلاق واستغلال هذا الوقت لتوفير الجرعات المعززة والأدوية يمكن أن يقلل الوفيات التراكمية في الصين بنسبة 26%.
أضافوا: "رغم أن عبء انتشار فيروس كورونا في الصين الذي يطرحه رفع الإغلاق في الفترة بين ديسمبر/كانون الأول عام 2022 ويناير/كانون الثاني عام 2023 سيثقل على الأغلب كاهل معظم أنظمة الصحة المحلية في البلاد، فتبني استراتيجية تجمع بين توفير التطعيمات والأدوية والصحة العامة والتدابير الاجتماعية قد يمكّن الصين من الخروج من سياسة صفر كوفيد بأمان".
بينما أفادت صحيفة The Times البريطانية أنه في ظل ارتفاع حالات الإصابات بعد رفع بكين للقيود، طلبت المدينة التي يبلغ تعداد سكانها 19 مليون نسمة من مواطنيها المساعدة في توصيل الطلبات مؤقتاً.
فيما شجع المسؤولون في تشاويانغ، المقاطعة الأكثر اكتظاظاً بالسكان، المواطنين على استغلال أوقات فراغهم لتوصيل الطلبات عبر الإنترنت، متعللين بزيادة الطلب ونقص العمال.
جاء في إشعار من مكتب شؤون الأعمال بالمقاطعة: "في حال تسمح ظروفكم وظروف عائلاتكم، وأمكنكم الحفاظ على صحتكم، نستأذنكم العمل في توصيل الطلبات لو أن لديكم وقتاً يسمح بذلك، وذلك لمد يد العون إلى عائلات تشاويانغ في هذه الفترة الخاصة التي نعيشها".
كما نشرت مقاطعات أخرى دعوات مماثلة، فيما جلبت شركات توصيل أخرى عمالاً إضافيين من مدن أخرى.