شنت القوات الروسية هجوماً بالطائرات المسيرة، الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، استهدف البنية التحتية الرئيسية في العاصمة الأوكرانية كييف وما حولها، قبل ساعات من وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيلاروسيا، وسط "مخاوف" من أنه سيضغط على الدولة الحليفة له للمشاركة في هجوم جديد على أوكرانيا.
وقال سلاح الجو الأوكراني إن دفاعاته أسقطت 30 طائرة مسيرة، في ثالث هجوم جوي روسي على العاصمة الأوكرانية خلال 6 أيام وأحدث هجوم في سلسلة من الهجمات منذ أكتوبر/تشرين الأول، تستهدف شبكة الكهرباء الأوكرانية؛ الأمر الذي تسبب في انقطاعات هائلة بالتيار وسط هبوط درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.
في السياق، قال مسؤولون إن 3 أشخاص على الأقل أُصيبوا، في حين دُمرت 9 مبانٍ في العاصمة كييف.
على صعيد آخر، اتهمت وكالة الطاقة الذرية الأوكرانية روسيا بإرسال إحدى طائراتها المسيَّرة فوق أجزاء من محطة الطاقة النووية بجنوب أوكرانيا، في منطقة ميكولايف. وكتبت (إنرجواتوم) عبر تليغرام: "هذا انتهاك غير مقبول قطعاً، للسلامة النووية والإشعاعية".
وتحتل القوات الروسية في الوقت الحالي محطة زابوريجيا النووية، أضخم محطة نووية في أوروبا، بالقرب من خط المواجهة في جنوب شرقي أوكرانيا.
وتوصف الطائرات المسيرة التي يطلق عليها اسم (كاميكازي)، بالطائرات الانتحارية؛ نظراً إلى التشابه بين آلية عملها والهجمات الانتحارية، ويتم إنتاجها بتكلفة زهيدة ولا يعاد استخدامها، حيث تطير دون طيار نحو هدفها قبل أن تنخفض بسرعة وتنفجر عند الاصطدام به.
بوتين في بيلاروسيا
يأتي ذلك بينما يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحليفة بيلاروسيا، حيث التقى نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الإثنين، ضمن محادثات ثنائية في العاصمة مينسك.
وذكرت وكالة "تاس" الروسية أن المباحثات انطلقت بمشاركة وفود البلدين، ليتم لاحقاً إجراء محادثات فردية بين بوتين ولوكاشينكو.
فيما قال متحدث الكرملين دميتري بيسكوف، في تصريحات للوكالة، إن زعيمي البلدين سيناقشان "القضايا الأكثر إلحاحاً على جدول الأعمال التجاري والاقتصادي"، إضافة إلى القضايا العسكرية والمشاكل الإقليمية والدولية.
وكان هناك نشاط عسكري مستمر بين موسكو ومينسك لأشهر في روسيا البيضاء، وهي حليف مقرب من الكرملين استخدمت موسكو أراضيه كمنصة انطلاق لهجومها غير الناجح على كييف في فبراير/شباط الماضي، بحسب رويترز.
من جانبه، قال قائد القوات المشتركة للقوات المسلحة الأوكرانية، سيرهي نايف: "خلال هذه المحادثات (بين بوتين ولوكاشينكو) تتم معالجة مسائل تتعلق بمزيد من الاعتداءات على أوكرانيا والمشاركة الأوسع نطاقاً لقوات روسيا البيضاء في العملية ضد أوكرانيا، وبالتحديد، حسب رأينا، على الأرض أيضاً".
لكن الكرملين نفى تلميحات بأن بوتين أراد الضغط على روسيا البيضاء لتؤدي دوراً أكثر فعالية في الصراع. ونقلت وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية عن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قوله إن مثل هذه التقارير "لا أساس لها" و"تنم عن الغباء".
تدريبات روسية في بيلاروسيا
من جانب آخر، أفادت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية، بأن القوات الروسية التي انتقلت إلى روسيا البيضاء في أكتوبر/تشرين الأول، ستجري تدريبات تكتيكية على مستوى الكتائب. ولم يتضح على الفور موعد بدء التدريبات.
والصراع المستمر منذ عشرة أشهر بأوكرانيا هو الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وتسبب في مقتل عشرات الآلاف، وتشريد الملايين، وتحويل المدن إلى أثر بعد عين.
ويصف بوتين ما تطلق عليه روسيا "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا بأنها اللحظة التي وقفت فيها موسكو في وجه محاولة التكتل الغربي بقيادة الولايات المتحدة استغلال انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 من خلال تدمير روسيا.
وتصف كييف والغرب تأكيدات بوتين بأنها "سخيفة"، وتقول إن الرئيس الروسي ليس لديه مبرر لما تعتبره من جانبها حرباً غاشمة على الطريقة الاستعمارية، نتجت عنها سيطرة روسيا على نحو خُمس مساحة أوكرانيا.