برهنت دراسة جديدة على أن ما يقرب من 8000 حادث إطلاق نار شهدته مدن أمريكية في السنوات الأخيرة، كان سببه ارتفاع درجات الحرارة الذي تتسبب في زيادة وتيرة العدائية بين الناس. وقال الباحثون إن الدراسة تشير إلى أن أزمة المناخ تسهم في زيادة هذه الحوادث، لأنها تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة فوق المستويات الطبيعية، وذلك وفق ما نشرت صحيفة The Guardian البريطانية في تقريرها الجمعة 16 ديسمبر/كانون الأول 2022.
كان معلوماً من قبل أن حوادث إطلاق النار تبلغ ذروتها في الصيف، حين يكون الناس أكثر ميلاً إلى الخروج وتتسبب درجات الحرارة المرتفعة في زيادة العدائية. لكن الدراسة الجديدة أخذت فصول السنة في الاعتبار، وبرهنت على أن درجات الحرارة الأعلى من العادية في أي وقت من العام تزيد من خطر حوادث إطلاق النار.
فحص حوادث إطلاق النار في أمريكا
الدراسة، وهي الأكبر حتى الآن عن هذه المشكلة، راجعت حوادث إطلاق النار في 100 مدينة أمريكية من عام 2015 إلى عام 2020.
حيث قال الباحثون إن عنف الأسلحة النارية "أزمة صحية عامة" في الولايات المتحدة. وارتفع معدل جرائم القتل بالأسلحة النارية ارتفاعاً كبيراً منذ الانخفاض التاريخي عام 2014، وعام 2020 كانت الأسلحة النارية هي السبب الرئيسي لوفاة الأطفال والمراهقين.
من جانبها، قالت الدكتورة فيفيان ليونز، من جامعة واشنطن بمدينة سياتل، التي أشرفت على الدراسة: "رأينا علاقة شاملة ثابتة بين ارتفاع درجة الحرارة وزيادة خطر حوادث إطلاق النار. وحين ندرك أن حوادث إطلاق النار تزداد في الأيام الحارة، بغض النظر عن الفصل، فهذا سيساعدنا في توجيه جهود منع العنف".
في حين نُشرت الدراسة الجديدة في مجلة Jama Network Open. ووجدت أنه في 100 مدينة أمريكية بها أكبر عدد من حوادث إطلاق النار، كان سبب 7973 حادث إطلاق نار درجات حرارة أعلى من المتوسط، أي بما يمثل 6.85% من جميع حوادث إطلاق النار. وهذه الحوادث أسفرت عن مقتل أو إصابة شخص واحد على الأقل، ولا تشمل حالات الانتحار.
حيث قال الباحثون: "تشير دراستنا إلى أن تغير المناخ، الذي قد يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة اليومية فوق المستويات الطبيعية، قد يساهم في زيادة حوادث إطلاق النار".
زيادة حوادث إطلاق النار
في حين تشرح فكرتان رئيسيتان كيف يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة حوادث إطلاق النار. الأولى هي أن ارتفاع الحرارة يزيد هرمونات التوتر، التي تزيد من العدوانية. ودرجات الحرارة المرتفعة قد تزيد أيضاً من الوقت الذي يمضيه الناس في الخارج، وهذا يزيد من احتمالية نشوب نزاعات. وفي معظم المدن، كانت أعلى زيادة في خطر حوادث إطلاق النار بين 29 و32 درجة مئوية.
من ضمن الإجراءات المعروفة للحد من حوادث إطلاق النار الاستعانة بأشخاص لديهم خبرة حية مع حوادث إطلاق النار لمساعدة المتضررين والحد من مخاطر العنف. تقول فيفيان إن معرفة أن الحرارة المرتفعة غير المعتادة تزيد من خطر حوادث إطلاق النار قد تساعد في تحديد مواعيد العمل في هذه الأيام.
قلة الاستثمار تؤثر في معدل الجريمة
في حين قال الدكتور جوناثان جاي، من كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن وجزء من فريق الدراسة، إن بيئة الحي مهمة أيضاً: "يؤثر عنف السلاح على الأحياء المتضررة من الفصل العنصري وقلة الاستثمار على المدى الطويل، لأنه تكثر بها المباني المهجورة والأراضي الخالية".
أضاف: "وجد الباحثون أن زرع الأشجار في هذه الأراضي وإقامة حدائق محلية يقلل من استخدام السلاح، وكذلك إقامة المزيد من مظلات الأشجار في الأحياء".
كذلك فقد قال: "من الجدير بالذكر أنه من المتوقع أيضاً أن تؤدي كل هذه التغييرات إلى خفض درجات الحرارة. لذلك يُفضّل أن تركز الأبحاث الجديدة على الطرق التي يلتقي معها التخفيف من تغيرات المناخ والعدالة البيئية مع منع استخدام الأسلحة النارية، من حيث الاستثمار في الأحياء لتحسين ظروف العيش وتخفيف درجة الحرارة".