روسيا تشن إحدى أكبر هجماتها على الكهرباء بأوكرانيا منذ بدء الحرب.. سقوط ضحايا والبلاد تغرق بالظلام

عربي بوست
تم النشر: 2022/12/17 الساعة 05:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/17 الساعة 05:35 بتوقيت غرينتش
قصف على العاصمة الأوكرانية كييف / رويترز

أمطرت روسيا شبكة الكهرباء الأوكرانية بوابل من الصواريخ، الجمعة 16 ديسمبر/كانون الأول 2022، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل، فضلاً عن إلحاق أضرار بتسع منشآت للطاقة، وإجبار سلطات كييف على قطع طارئ للتيار الكهربائي في أنحاء البلاد، وسط برد قارس، في هجوم وصفته سلطات كييف بالأكبر منذ غزو أوكرانيا.

وتحدث عمدة مدينة خاركيف، ثاني أكبر المدن في أوكرانيا، عن أضرار "هائلة" تهدد بحرمان كثيرين من التدفئة، وسط أجواء شديدة البرودة، بينما ذكر حاكم منطقة دنيبروبتروفسك في وسط البلاد، أن "أضراراً جسيمة" وقعت.

إذ قال فاليري زالوجني، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، إن بلاده أسقطت 60 من أصل 76 صاروخاً أطلقتها روسيا على البنية التحتية، فيما ذكرت ليديا فاسيلييفا (53 عاماً) وهي تتجه إلى أحد الملاجئ في محطة للسكك الحديدية في كييف "يرغبون في تدميرنا، وأن يجعلونا عبيداً، لكننا لن نستسلم وسنتحمل". وأضافت "أريد أن تنتهي الحرب قريباً، لكني مستعدة للانتظار ما دام ذلك ضرورياً".

أضرار هائلة بالبنى التحتية 

فيما قالت السلطات إن شخصين قتلاً في مدينة كريفي ريه بوسط البلاد، فيما قُتل ثالث جراء حريق بمنطقة خيرسون في الجنوب، بعدما أصيب مبنى سكني بقصف قبل الغارة الصاروخية.

وقال مسؤول بارز، إن الهجوم في كريفي ريه، مسقط رأس الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أسفر عن إصابة ما لا يقل عن ثمانية أشخاص بينهم ثلاثة أطفال صغار، مضيفاً أن جهود الإنقاذ تتواصل.

من جهتها، حذرت شركة أوكرينرجو، المشغّلة للشبكة، من أن إصلاح الأضرار سيتطلب وقتاً أطول مقارنةً بالمرات السابقة، وأن إعادة التيار ستستغرق وقتاً طويلاً، فيما قال وزير الطاقة جيرمان جالوشينكو للتلفزيون الوطني "ما رصدناه بالفعل هي أضرار لنحو تسعة مرافق لتوليد الكهرباء، ونواصل تقييم الأضرار".

روسيا أوكرانيا هجوم
انقطاع الكهرباء في كييف بعد قصف روسي / رويترز

وانقطعت الكهرباء عن مدينة بولتافا في وسط البلاد، وأجزاء من كييف، واستهدفت الهجمات أجزاء من البنية التحتية الأساسية في منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، وأوديسا على البحر الأسود، وفينيتسيا في الغرب الأوسط.

كما قال شهود عيان إن ثلاثة انفجارات دوّت في العاصمة الأوكرانية. وقالت الشركة المشغلة للسكك الحديدية الأوكرانية إن عدداً من الخطوط واجه انقطاعاً في الكهرباء.

من جهته، قال إيهور تيريخوف، رئيس بلدية خاركيف "هناك أضرار جسيمة في البنية التحتية، لا سيما شبكة الطاقة… أطلب منكم التحلي بالصبر على ما يحدث الآن. أدرك أن منازلكم لا توجد بها إضاءة ولا تدفئة ولا إمدادات مياه"، كما أعلن كيريلو تيموشينكو، نائب رئيس مكتب زيلينسكي، بدء عمليات قطع طارئة للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد، لإفساح المجال لعمليات الإصلاح.

أوكرانيا تحاول الصمود 

وتم إلغاء التحذير الأول من القصف الجوي في كييف بعد أربع ساعات من إعلانه، عندما كان الأطفال في طريقهم لمدارسهم، والموظفون لأعمالهم، وتوقفت شبكة مترو أنفاق كييف التي تتضمن واحدة من أعمق المحطات في العالم عن العمل، وجرى استخدامها كمأوى من القصف.

فيما تقول موسكو إن الهجمات على البنية التحتية الأساسية شرعية من الناحية العسكرية. وتقول أوكرانيا إن الهجمات التي تهدف إلى التسبب في معاناة للمدنيين تعتبر جريمة حرب.

وكتبت وزيرة الاقتصاد يوليا سفيريدينكو على فيسبوك "هدف روسيا الاتحادية هو أن يبقى الأوكرانيون دوماً تحت ضغط، وأن يظلوا طيلة يومهم تقريباً في الملاجئ. وأن يعانوا من مشقة انقطاع الكهرباء أو المياه"، وأضافت "لكن موقف أوكرانيا لن يتغير… سنصمد، سننتصر، سنبني بلادنا من جديد".

تحميل المزيد