ذكرت وكالات أنباء روسية رسمية، نقلاً عن نائب لوزير الخارجية، أن موسكو رحبت، الجمعة، 16 ديسمبر/كانون الأول 2022، باقتراح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنشاء آلية ثلاثية للدبلوماسية بين تركيا وروسيا وسوريا.
كما ذكرت وكالة ريا نوفوستي للأنباء أن موقف سوريا من الفكرة، التي يمكن أن تشمل عقد قمة بين قادة الدول الثلاث، لم يُعرف بعد، لكن موسكو على اتصال بمسؤولين في دمشق.
آلية ثلاثية مع النظام السوري
والخميس، 15 ديسمبر/كانون الأول، اقترح أردوغان على نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، تأسيس آلية ثلاثية مع النظام السوري من أجل "تسريع المسار الدبلوماسي بين أنقرة ودمشق".
ونقلت قناة "خبر تورك" التركية عن أردوغان قوله للصحفيين، بعد زيارة لتركمانستان، أنه عرض على بوتين المبادرة بعقد سلسلة من الاجتماعات بين تركيا وروسيا والنظام السوري؛ لتناول العلاقات مع دمشق، والتي اتسمت بالتوتر منذ فترة طويلة.
وتابع الرئيس التركي: "أولاً أجهزة مخابراتنا، ثم وزراء الدفاع، ثم وزراء خارجية (الدول الثلاث) يمكنهم الاجتماع. بعد اجتماعاتهم، ربما نجتمع نحن كزعماء. عرضت الأمر على السيد بوتين ولديه رؤية إيجابية بشأنه".
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس التركي عن إمكانية تطبيع العلاقات مع النظام السوري، ففي وقت سابق أعلن أردوغان، أن لقاءه مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، "سيكون ممكناً عندما يحين الوقت المناسب".
الرئيس التركي أردوغان قال في مؤتمر صحفي، عقده في ختام مشاركته في اجتماع قمة "المجتمع السياسي الأوروبي"، بالعاصمة التشيكية براغ: "مثل هذا الاجتماع ليس على جدول الأعمال حالياً، لكن لا يمكنني أن أقول إن من المستحيل مقابلة الأسد". وتابع قائلاً: "عندما يحين الوقت المناسب، يمكننا أيضاً أن نتجه إلى الاجتماع مع الرئيس السوري"، على حد قوله.
التطبيع بين تركيا والنظام السوري
يأتي هذا في وقت كشفت فيه تقارير عن تقارب بين أنقرة والنظام السوري، إذ كشفت تقارير، في وقت سابق، أن رئيس المخابرات التركية عقد عدة اجتماعات مع نظيره السوري في دمشق، في مؤشر على تقدُّم جهود روسية لإذابة الجليد بين الطرفين.
حيث قال مصدر إقليمي مؤيد لدمشق إن رئيس جهاز المخابرات التركي، هاكان فيدان، ورئيس المخابرات السورية علي مملوك، التقيا هذا الأسبوع في العاصمة السورية.
ويُعد الدعم التركي عاملاً رئيسياً لاحتفاظ المعارضة السورية بآخر موطئ قدم رئيسي لها في الشمال الغربي، بعد أن أعاد الأسد سيطرته على مناطق واسعة من سوريا، بمساعدة روسيا وإيران.
لكن التقارب يصطدم بتعقيدات كثيرة، من بينها مصير مقاتلي المعارضة وملايين المدنيين الذين فر كثير منهم إلى الشمال الغربي وتركيا؛ هرباً من حكم الأسد. وتنشر تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، قوات على الأرض في إدلب وباقي المنطقة الشمالية الغربية.
مباحثات استخباراتية
وفقاً لمسؤول تركي كبير ومصدر أمني تركي، بحث مملوك وفيدان، الذي يُعد أحد أبرز المقربين من الرئيس رجب طيب أردوغان، خلال الاجتماعات الأخيرة، احتمال عقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين في نهاية المطاف.
وبدا التقارب التركي – السوري في حكم المستحيل بالمراحل المبكرة من الصراع السوري الذي خرج من رحم الانتفاضة ضد الأسد عام 2011، وأسفر عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص، واجتذب تدخلات من العديد من القوى الأجنبية، وقسم البلاد إلى مناطق متشرذمة.
ووصف أردوغان الأسد بأنه "إرهابي"، وقال إن السلام لا يمكن أن يتحقق في سوريا وهو على مقعد الرئاسة، بينما وصف الأسد أردوغان بأنه لص؛ "لسرقته" الأراضي السورية.
لكن، وفي تغيّر واضح في لهجته، قال أردوغان إنه لا يمكنه استبعاد الحوار والدبلوماسية مع سوريا في المطلق. ويواجه أردوغان انتخابات محتدمةً العام المقبل، ستتمثل ملفاتها الساخنة في طريقة إعادة بعض اللاجئين السوريين في تركيا والذين وصل عددهم الآن إلى 3.7 مليون.