أغلقت محال تجارية في بعض المدن الأردنية أبوابها، الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2022؛ تضامناً مع آلاف من سائقي الشاحنات، الذين نظموا عدداً من الإضرابات المتفرقة؛ احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود في البلاد، والتي تسببت أيضاً في أزمة بالنقل.
كان سائقو الشاحنات في الأردن قد توقفوا عن العمل جزئياً، ودخلوا في اعتصاماتٍ الأسبوع الماضي، خاصة في المحافظات الجنوبية الفقيرة؛ لمطالبة الحكومة بخفض أسعار وقود الديزل، قائلين إن التكاليف المتزايدة كبّدتهم خسائر في أعمالهم.
أدت هذه الأزمة إلى ازدحام في ميناء العقبة الرئيسي على البحر الأحمر، حيث تراكمت البضائع وتوقفت المقطورات والشاحنات عن نقل السلع المستوردة، إلى العاصمة عمان ومدن أخرى.
شهود وسائقون قالوا لوكالة رويترز، إن بعض المحال التجارية في مدن معان والطفيلة والكرك أغلقت أبوابها تضامناً مع سائقي الشاحنات المضربين، وقال عبد الله كريشان، سائق شاحنة من مدينة معان: "ما خلو كرامة للبلد وإلنا. ما خلوا كرامة للبلد نايمين ما بسحوا (يصحوا) مش قادرين ناكّل أولادنا".
من جانبه، أكد موقع "رؤيا" الأردني، إغلاق محلات تجارية أبوابها ودخولها "في إضراب سلمي مفتوح".
يمتلك الأردن أسطولاً مكوناً من نحو 20 ألف مقطورة، كثير منها مملوك لأفراد يقولون إن الظروف المعيشية تزداد سوءاً وإن التضخم المرتفع يزيد من صعوبة جني الأموال.
بحسب وكالة رويترز، لم تتأثر عمليات نقل البضائع والسلع إلى الأسواق المجاورة في العراق والسعودية بشدة، من جراء هذه التطورات.
كان بعض المضربين قد هددوا بتنظيم احتجاجات في الشوارع بمدن المحافظات يوم الجمعة المقبل.
وشهد الأردن موجة من الاضطرابات المدنية في مرات عدة، بسبب غضب المواطنين من السلطات جراء تدهور مستويات المعيشة والفساد وارتفاع أسعار الوقود.
بدورها، وعدت الحكومة بالنظر في مطالب المضربين، لكنها قالت إنها دفعت بالفعل أكثر من 500 مليون دينار (700 مليون دولار) للحد من ارتفاع أسعار الوقود هذا العام.
في هذا الصدد، قال موقع "رؤيا" الأردني، إن الأردنيين يترقبون "مخرجات اجتماع حكومي نيابيٍّ الأربعاء، لبحث ملف أزمة قطاع النقل في الأردن، بعد الإضرابات التي يشهدها القطاع، بسبب ارتفاع أسعار المشتقات النفطية".
أشار الموقع إلى أن الاجتماع الحكومي النيابي الذي عُقد يوم الثلاثاء 13 ديسمبر/كانون الأول 2022، لم يخرج بنتائج.
يُشار إلى أنه بموجب برنامج الإصلاح الهيكلي لصندوق النقد الدولي، يلتزم الأردن بتعديل أسعار الوقود شهرياً بما يتماشى مع تقلبات السوق العالمية.
هذا العام وصلت أسعار المشتقات في الأردن لمستويات تاريخية غير مسبوقة، أرجعتها الحكومة إلى ارتفاع أسعار النفط الخام عالمياً. ويأتي الأردن في المرتبة الرابعة عربياً كأعلى سعر لمشتقات الوقود، بعد كل من لبنان وسوريا وفلسطين، بحسب معطيات موقع The Fuel Price.
يرى مراقبون أن أزمة إضراب الشاحنات في الأردن لن تمر دون رحيل الحكومة، لاسيما أنها لم تقدم أية حلول تحول دون تكبّد المملكة، المأزومة اقتصادياً، مزيداً من الخسائر.