أظهرت دراسة أجراها تحالف وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثية، الثلاثاء 13 ديسمبر/كانون الأول 2022، أن أكثر من 200 ألف صومالي يعانون من نقص كارثي في الغذاء، وأن الكثيرين يموتون جوعاً، بينما من المتوقع أن يرتفع ذلك العدد إلى أكثر من 700 ألف في عام 2023.
حيث قال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي يضع المعيار العالمي لتحديد شدة الأزمات الغذائية، إنه تم مؤقتاً تفادي أسوأ مستويات التصنيف، وهي المرحلة الخامسة من المجاعة، ولكن الأمور تزداد سوءاً.
اقرأ أيضاً
تدمير المحاصيل في الصومال
من جانبه، قال ينس لاركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية (أوتشا): "لقد أبقوا المجاعة خارج الباب، لكن لا أحد يعلم إلى متى". وأضاف، في إفادة صحفية في جنيف عقب صدور أحدث دراسة تحليلية بشأن الصومال: "يموت هؤلاء الناس جوعاً، لا شك في ذلك، لكن لا يمكنني تحديد عدد لذلك".
في حين أدى الجفاف على مدى عامين إلى تدمير المحاصيل ونفوق الماشية في أنحاء دول القرن الإفريقي، ارتفعت أسعار الواردات الغذائية بسبب الحرب في أوكرانيا.
كذلك وفي الصومال، حيث نزح ثلاثة ملايين من ديارهم بسبب الصراع أو الجفاف، تفاقمت الأزمة بسبب حركة تمرد إسلامية طويلة الأمد أعاقت وصول المساعدات الإنسانية إلى بعض المناطق.
وقد سبق أن حذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من أن بعض المناطق في الصومال كانت معرضة لخطر الوصول إلى مستويات المجاعة، إلا أن جهود المنظمات الإنسانية والمجتمعات المحلية حالت دون ذلك.
جاء في التحليل "الأزمة الأساسية لم تتحسن مع ذلك، بل تم تفادي المزيد من النتائج المروعة بشكل مؤقت فقط. أدت الظروف القاسية التي طال أمدها إلى نزوح جماعي للسكان وحصيلة تراكمية كبيرة للوفيات".
اقرأ أيضاً
وفاة ربع مليون شخص
من جهة أخرى، أدت آخر مجاعة تعرض لها الصومال في عام 2011 إلى وفاة ربع مليون شخص، وقع نصفها قبل الإعلان رسمياً عن المجاعة.
كذلك وخوفاً من نتيجة مماثلة أو أسوأ هذه المرة، سارع رؤساء المنظمات الإنسانية إلى القول إن الوضع كارثي بالفعل بالنسبة لكثير من الصوماليين.
في حين تتضمن مقاييس التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي مجموعة معقدة من المعايير الفنية التي يتم من خلالها قياس شدة الأزمات الغذائية. وتشمل المرحلة الخامسة مستويين هما: الكارثة والمجاعة.
حيث وجد التحليل الخاص بالصومال أن 214 ألف شخص مصنفون في مستوى الكارثة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 727 ألفاً بحلول أبريل/نيسان 2023 مع انخفاض التمويل الإنساني.
فحسب تعريف مستوى الكارثة على الموقع الإلكتروني للتصنيف فإنها حالة تتجلى فيها أوضاع الجوع والموت والعوز ومستويات سوء التغذية الحادة للغاية.
حيث قال التحليل إن من المتوقع الدخول في مستوى المجاعة اعتباراً من أبريل/نيسان 2023 فصاعداً بين سكان المناطق الزراعية الرعوية في إقليمي بيدوا وبورهاكابا وسط الصومال، وبين السكان النازحين في مدينة بيدوا والعاصمة مقديشو.
دعوات بتوفير المليارات لمواجهة المجاعة
من جهته، يدعو مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية إلى تقديم 2.3 مليار دولار لمواجهة الأزمة في الصومال، والتي تم جمع 1.3 مليار دولار منها، أو 55.2% حتى الآن.
حيث قال رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند إن ضعف الاستجابة لنداء التمويل يظهر أن العالم لا يتعامل مع الأمر باعتباره ملحاً.
كما قال لرويترز في مقابلة: "حان وقت التحرك الآن في الصومال"، مضيفاً أن ما حدث في 2011 يجب أن يكون نذيراً. وقال: "توقفوا عن انتظار إعلان المجاعة".