قالت الرئاسة الروسية "الكرملين"، الإثنين 12 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن الرئيس فلاديمير بوتين لن يعقد مؤتمره الصحفي التلفزيوني التقليدي في نهاية العام، هذا الشهر، بعد عشرة أشهر من هجوم بلاده "المتعثر" على أوكرانيا.
وسُئل ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مكالمة هاتفية مع الصحفيين، إن كان قد تم تحديد موعد آخر "للمؤتمر الصحفي الكبير" لهذا العام، فردّ قائلاً: "لا، لن يعقد (مؤتمر) قبل العام الجديد".
"طرق أخرى" للتواصل مع الصحفيين
أضاف بيسكوف أن بوتين سيجد طرقاً أخرى للتواصل مع الصحفيين، وأنه عقد مؤتمرات صحفية أخرى بعضها خلال رحلاته إلى الخارج. وكان بوتين أجاب عن أسئلة الصحفيين خلال زيارته إلى بشكيك عاصمة قرغيزستان.
وهذا المؤتمر الصحفي مناسبة أساسية على أجندة بوتين، إذ يمنحه الفرصة لاستعراض سيطرته على الأمور وقدراته وهو يجلس منفرداً على مسرح في قاعة كبيرة يتلقى الأسئلة من الصحفيين في جلسة قد تمتد لأكثر من أربع ساعات، بحسب رويترز.
لكن الحرب التي بدأت في 24 فبراير/شباط الماضي، لم تسر كما أرادها بوتين، فلم تتمكن القوات الروسية في مرحلة مبكرة من الحرب من احتلال العاصمة كييف ثم تكبدت انتكاسات كبيرة بالميدان في شرق أوكرانيا وجنوبها.
تغيير "العقيدة العسكرية"
في سياق متصل، كان بوتين قد صرح، الجمعة 9 ديسمبر/كانون الأول، بأن روسيا قد تفكر في تعديل العقيدة العسكرية من أجل إتاحة تنفيذ ضربة "استباقية" لنزع سلاح العدو.
وكان بوتين يردّ على سؤال طرحه عليه صحفي خلال زيارة له إلى بشكيك، وطلب منه توضيح تصريح أدلى به في وقت سابق من هذا الأسبوع، بشأن استخدام أسلحة نوويّة.
كما أضاف بوتين أن موسكو تدرس تبنّي ما سمّاه مفهوم واشنطن للضربة الاستباقيّة، مضيفاً: "أولاً، طوّرت الولايات المتحدة مفهوم الضربة الوقائيّة. وثانياً هي تعمل على تطوير نظام ضربات يهدف إلى نزع سلاح (العدو)"، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
كذلك اعتبر أنه ربما ينبغي لموسكو التفكير في تبني "الأفكار التي طوّرها الأمريكيون لضمان أمنهم"، لكنه قال: "نحن فقط نُفكّر في هذا الأمر".
استخدام الأسلحة النووية
الرئيس الروسي شدد أيضاً على أنّ صواريخ بلاده وأنظمتها التي تفوق سرعة الصوت "أكثر حداثة، بل أكثر كفاءة" من تلك التي تمتلكها الولايات المتحدة.
والأسبوع الماضي، لمّح بوتين إلى أن موسكو لن تستخدم سلاحاً نووياً إلّا رداً على هجوم من هذا النوع، قائلاً: "نعتبر أسلحة الدمار الشامل، السلاح النووي، بمثابة وسيلة دفاع. (اللجوء إليها) يستند إلى ما نسمّيه الردّ انتقاماً، إذا تعرَّضنا لضربة نضرب ردّاً على ذلك".
غير أنه كشف أنّ "التهديد بحرب نوويّة يتزايد"؛ نظراً إلى المواجهة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، محمّلاً الأمريكيّين والأوروبّيين مسؤوليّة ذلك.
وتعد روسيا أكبر قوة نووية في العالم، استناداً إلى عدد الرؤوس الحربية النووية التي تملكها، إذ إن لديها 5977 رأساً حربياً، بينما تمتلك الولايات المتحدة 5428، بحسب اتحاد العلماء الأمريكيين.