أرسلت الصين عدداً قياسياً من القاذفات ذات القدرات النووية إلى منطقة الدفاع الجوي التايوانية، وذلك بعد أيام على حظر بكين دخول أية واردات تايوانية إضافية ما أثار غضب المسؤولين في تايوان، في مؤشر جديد على تدهور العلاقات بين الطرفين.
وزارة الدفاع التايوانية قالت، صباح الثلاثاء 13 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن 21 طائرة دخلت "منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي" (أديز) خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وأشارت إلى أنها تشمل 18 قاذفة من طراز "إتش-6" H-6 ذات القدرات النووية.
يمثّل ذلك حتى الآن أكبر طلعة يومية لقاذفات "إتش-6" منذ بدأت تايوان إصدار بيانات التوغلات اليومية، في سبتمبر/أيلول 2020، بحسب ما أوردته قاعدة بيانات لوكالة الأنباء الفرنسية.
تعد "إتش-6" قاذفة الصين الرئيسية بعيدة المدى، وبإمكانها نقل حمولات نووية، ونادراً ما ترسل الصين أكثر من خمس قاذفات "إتش-6" في يوم واحد، لكن الطلعات ازدادت بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة.
كان شهر أكتوبر/تشرين الأول 2021، حتى وقت قريب، الشهر الذي يسجّل أكبر عدد من طلعات "إتش-6″؛ إذ بلغ عددها 16.
يأتي هذا على وقع تزايد في توتر العلاقات بين الصين وتايوان، إذ اتهم رئيس وزراء تايوان، سو تسينغ تشانغ، الأحد 12 ديسمبر/كانون الأول 2022، الصين بانتهاك قواعد التجارة الدولية، وإظهار "تمييز" بحق الجزيرة، بعد إعلان بكين عن حظر واردات جديدة.
وزارة المالية التايوانية قالت إن سلطات الجمارك الصينية "علقت فجأة" استيراد بعض المشروبات الكحولية من الجزيرة، وأوضحت أن الإجراء مرتبط بتدابير فرضتها بكين في 1 يناير/كانون الثاني 2022 يطلب من كل مصدري المنتجات الغذائية والمشروبات الكحولية إلى البر الرئيسي التسجيل لدى الجمارك الصينية.
رئيس الوزراء تسينغ تشانغ انتقد بكين لمخالفتها قواعد منظمة التجارة العالمية عبر "إصدار قوانينها الخاصة" و"التدخل في التجارة عبر وسائل إدارية".
وتعيش تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي ديموقراطي في ظل تهديد دائم من إمكانية تعرّضها لغزو من الصين، التي ترى الجزيرة جزءاً من أراضيها، وتتعهّد بضمها وإن كان عسكرياً.
تعرضت تايوان لضغوط من تدريبات بكين العسكرية حول الجزيرة منذ تولى الرئيسة تساي إينغ لمنصبها في عام 2016، ورفضها قبول مبدأ "الصين الواحدة". وعلّقت بكين منذ ذلك الحين الاتصالات الدبلوماسية بين الجانبين.
فيما أجرى الجيش الصيني تدريبات بالذخيرة الحية حول تايوان، وأطلق صواريخ باليستية فوق الجزيرة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إلى تايبيه في أغسطس/آب 2022، التي اعتبرتها بكين انتهاكاً لسيادتها.
تقول الصين إن علاقاتها مع تايوان شأن داخلي، وتحتفظ بالحق في إخضاع الجزيرة، فيما ترفض تايوان مزاعم الصين، وتقول إن شعب تايوان هو الوحيد الذي يمكنه تقرير مستقبله.