قراصنة ينشرون وثائق سرية للحرس الثوري.. كشفت عن خلافات داخلية في إيران بشأن المحادثات النووية

عربي بوست
تم النشر: 2022/12/12 الساعة 09:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/12/12 الساعة 09:46 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يتحدث مع كبير المفاوضين النوويين علي باقري/ رويترز

أظهرت نشرات الحرس الثوري الإيراني المُسربة أخباراً سرية تتناول قضايا مختلفة في البلاد، من بينها المحادثات بين إيران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وسلطت هذه التسريبات الضوء على الصراع الداخلي في المحادثات النووية.

إذ اخترقت مجموعة تعرف باسم Black Rewards في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قاعدة بيانات وكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري الإيراني، التي تضم نشرات إخبارية سرية لقائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، وفق تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني الأحد 11 ديسمبر/كانون الأول.

نشرة 6 يوليو/تموز

التقرير سلط  الضوء على ما جاء في نشرة 6 يوليو/تموز والذي أظهر تفاقَم الخلاف بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وعلي باقري، إذ يحاول أمير عبد اللهيان إبعاد باقري عن فريق المفاوضات.

لكن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يثق بأداء باقري ويدعمه،  وأمير عبد اللهيان هو من أعدّ أُسس إجراء المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة  في يونيو/تموز. ولم يشارك باقري بأي دور فيها.

وبناءً عليه، تقرر عدم الحديث عن موضوعات مثل الإدراج في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية وموضوعات أخرى في مفاوضات الدوحة. لكن علي باقري أثار هذه الموضوعات مرة أخرى في مفاوضات الدوحة.

نشرة 27 يوليو/تموز

وتفاقمت الخلافات بين وزير الخارجية وباقري، حيث هاجم المسؤولان بعضهما في اجتماعات ومناقشات، وفقاً لما جاء في نشرة 27 يوليو/تموز.

وتصاعدت الخلافات بعد محادثات الدوحة، وطلب وزير الخارجية من الرئيس رئيسي إقالة باقري، لكن الرئيس لم يوافق.

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي - رويترز
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي – رويترز

نشرة 17 أغسطس/آب

كما أظهرت نشرة 17 أغسطس/آب القلق البالغ لعلي باقري من ربط اسمه بالاتفاق، حيث قال إنه يبذل قصارى جهده للتوصل إلى اتفاق ووضع المسودة على طاولة القادة السياسيين. ولهم أن يقبلوها أو يرفضوها.

ووفقاً للنشرة فقد خلص اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي في مراجعة المسودة المقترحة [للاتفاق] إلى أنها لا تقودنا إلى فوائد وفرص اقتصادية. ومن ناحية أخرى، حتى لو وافقنا، فلن نتمكن من زيادة إنتاج النفط.

فيما انتقد سعيد جليلي، كبير المفاوضين السابق وعضو المجلس الأعلى للأمن القومي، نص المسودة انتقاداً حاداً.

نشرة 25 أغسطس/آب

بينما أبلغ أعضاء مكتب المرشد الأعلى بيمان جبلي، رئيس التلفزيون الحكومي، أن يسأل رئيسي عن نوع التغطية الإعلامية للمفاوضات لأن المرشد الأعلى نقل سلطته في الشؤون النووية إليه [الرئيس]، بحسب ما جاء في نشرة 25 أغسطس/آب

وقال علي باقري إن خامنئي منحه سلطة كاملة في الشؤون النووية للتفاوض حتى مع الأمريكيين، لكنه لم يستخدم هذه السلطة، مشيراً إلى أنه من الضروري أن تحمل مفاوضاته مع الأمريكيين بعض الفائدة لإيران.

وتابع: "شعرت أنني إذا اجتمعت بهم وتحدثت معهم، فلن تستفيد الجمهورية الإسلامية".

المرشد الإيراني علي خامنئي - رويترز
المرشد الإيراني علي خامنئي – رويترز

علي باقري قال إنه خلال تشكيل الحكومة الجديدة، عقد المرشد الأعلى اجتماعاً مع رئيسي والرئيس السابق حسن روحاني وفريق المفاوضات النووية الإيراني وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني وسعيد جليلي وأشخاص آخرين.

وأوضح أن رأي غالبية المشاركين في هذا الاجتماع كان أن تستمر المفاوضات حتى إبرام اتفاق. وقال المرشد الأعلى: "بما أن رأيكم جميعاً هو التفاوض والتوصل إلى اتفاق، فافعلوا".

نشرة 1 سبتمبر/أيلول

قال الأمريكيون في رسالة لإيران إننا سنطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الامتناع عن كتابة أي تقارير عن ملفكم النووي. 

وبحسب بعض الخبراء، فمعنى هذه الرسالة أن ملف إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يُغلق وسيظل مفتوحاً، لكن الوكالة لن تصدر تقريراً ضد إيران بعد الآن. لكن عامل المخاطرة في الاستثمار الأجنبي سيظل مرتفعاً بطبيعة الحال.

إذ كتب سعيد جليلي رسالة إلى المرشد الأعلى عن الاتفاقية المحتملة. وكتب في رسالته أن الشروط التي وضعتها إيران والنتيجة التي نبحث عنها لن تتحقق. وقال في بعض الأوساط السرية إن الاتفاق الذي قبلته إيران أضعف وأسوأ من خطة العمل الشاملة المشتركة.

بينما كتب علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، في رسالة إلى رئيسي أنه ينبغي أن يغير فريق المفاوضات النووية الإيراني بعد الاتفاق في حال إبرامه. وكتب أن أداء هذا الفريق ضعيف.

نشرة 7 سبتمبر/أيلول

أرسلت إيران رسالتها الثانية إلى الأمريكيين عن مسودة الاتفاق. والرسالة الأولى لم تكن واضحة كثيراً، لكن الثانية تحوي نقاطاً واضحة.

ففيها، شددت إيران على، أولاً، إغلاق قضية انتهاك ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران بأي ثمن وتوقف الوكالة عن مزاعمها تماماً. وثانياً، عدم تمديد العقوبات المفروضة على الحرس الثوري الإيراني لتشمل الشركات. أي عدم معاقبة الشركات التي تتعامل مع الحرس الثوري الإيراني. وثالثاً، منح الولايات المتحدة ضمانات لإيران.

ورداً على رسالة إيران الثانية، قال جوزيف بوريل، رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي: "لماذا لم توضحوا هذه الشروط في رسالتكم الأولى؟ تحدثنا إلى الأمريكيين بناءً على رسالتكم الأولى. وقال الأمريكيون لنا إن الإيرانيين على ما يبدو لا يرغبون في التوصل إلى اتفاق".

نشرة 17 سبتمبر/أيلول

في ختام اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي قبل ثلاثة أسابيع، قال علي باقري إنه أعد وأرسل رسالة إيران الأولى إلى مجموعة 4+1، دون التأكيد على هذه القضايا الثلاث: إغلاق قضيتي انتهاك الضمانات والأبعاد العسكرية المحتملة؛ وتقديم ضمانات؛ ومناقشة عدم تمديد العقوبات المفروضة على الحرس الثوري الإيراني للشركات المتعاملة معه.

وبعد تلقي رد الأمريكيين على رسالة إيران الأولى، اتضح أن الأمريكيين لم يستجيبوا لشروط إيران إطلاقاً! وأن نص رسالة إيران كان ضعيفاً.

ورداً على ذلك، قال رئيس مجلس النواب محمد باقر قاليباف لعلي باقري غاضباً: "جلسنا هنا لساعات لنتوصل إلى صيغة لكنك بعد ذلك كتبت رسالة أخرى من رأسك".

جدير بالذكر أن رئيسي لم يكن أيضاً على علم بنص رسالة إيران الأولى إلى الأمريكيين.

تحميل المزيد