كشف مساعدو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه من المتوقع أن يضغط على نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية للتفاوض بشأن إنهاء حربه على أوكرانيا، كما سيوضح له أنه يجب سحب القوات الروسية واستعادة البلاد لسيادتها، حسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
أثارت أهداف ماكرون من محادثته مع بوتين، وهي الأولى منذ أغسطس/آب، شكوكاً في أوكرانيا ولدى حلفائها في دول البلطيق، بعد أن صرح السبت، 3 ديسمبر/كانون الأول، بأنه يجب تقديم ضمانات لروسيا بشأن أمنها، ومراعاة مخاوفها من أنَّ "الناتو سيقف على أبوابها مباشرة".
انتقادات لاذعة من أوكرانيا
فيما رد مستشارو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بانتقادات لاذعة. قال أوليكسي دانيلوف، رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني: "من يريد توفير ضمانات أمنية لدولة إرهابية وقاتلة؟". وفي إشارة إلى محاكمة مجرمي الحرب النازيين عقب الحرب العالمية الثانية، أضاف: "بدلاً من محاكمة على غرار نورمبرغ، تريد توقيع اتفاقية مع روسيا ومصافحتها؟".
من جهتهم، قال مسؤولون فرنسيون، متجاهلين الانتقادات، إنَّ ماكرون، الذي أجرى محادثات طويلة بشأن أوكرانيا مع الرئيس بايدن في واشنطن الأسبوع الماضي، لا يزال ملتزماً تماماً بدعم حملة كييف لهزيمة الغزاة الروس. وقال ماكرون في واشنطن إنه يعتبر هجمات روسيا على البنية التحتية المدنية جريمة حرب.
ماكرون يأمل في إنهاء الحرب بالتفاوض
ومع ذلك، ظهرت علامات عدم الارتياح في مؤسسة السياسة الفرنسية بشأن الطريقة التي أعطت بها تصريحات ماكرون في نهاية الأسبوع الدعم لموسكو، والتي نقلتها بحماس وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الحكومة الروسية.
جيرار أرو، السفير الفرنسي السابق في واشنطن، وهو عادةً من مؤيدي ماكرون، غرد قائلاً: "في السياسة الخارجية، لا تقُل أبداً كل ما تفكر فيه على الملأ. فكونك محقاً لا يكفي. عليك أيضاً أن تقول ذلك في الوقت المناسب وإلا ستخاطر بتحقيق نتيجة معاكسة لما تسعى إليه"، فيما قال ماكرون، الذي أثار انتقادات متكررة لجهوده في التوسط مع موسكو، إنه يستهدف التركيز على الأمن في محطات الطاقة النووية الأوكرانية خلال محادثاته مع بوتين.
لكنه يأمل في الوصول لنهاية تفاوضية للحرب و"هيكل أمني جديد لأوروبا" خلال مقابلتين في نهاية الأسبوع. وصرح ماكرون لصحيفة Le Parisien بأنه من الضروري مواصلة "مساعدة الأوكرانيين على استعادة أراضيهم خطوة بخطوة". وقال إنَّ الأوكرانيين فقط هم من يقررون متى يتفاوضون. وأضاف: "هناك 10000 صيغة مختلفة: المزيد من المناطق اللامركزية… مع الاعتراف على سبيل المثال بالوضع الرسمي المشترك للغة الروسية، والأرض الخاضعة للحماية الدولية، وصيغ تقرير المصير".
وأشار إلى أنه سيتحدث مع نظيره الأوكراني زيلينسكي قبل التواصل مع بوتين، وقال فريق الرئيس الفرنسي إنَّ زيارة ماكرون لواشنطن عزّزت التفاهم الفرنسي الأمريكي بشأن أوكرانيا. وقال بايدن، الأسبوع الماضي، إنه يمكن أن يجتمع مع بوتين لمناقشة أوكرانيا إذا كانت الظروف مناسبة. لكن موسكو استبعدت الفكرة.
في حين قال دبلوماسيون فرنسيون إنَّ الموقف الفرنسي من أوكرانيا أكثر صرامة من موقف ألمانيا، لكن المستشار الألماني أولاف شولتز لا يثير -لسبب ما- نفس الانتقادات التي يواجهها ماكرون من دول الاتحاد الأوروبي المؤيدة لموقف أكثر تشدداً. وكان شولتز قد صرح الأسبوع الماضي بأنَّ على أوروبا أن تعود إلى "نظام السلام" الذي كان موجوداً قبل حرب أوكرانيا مع موسكو، وأن تحل "جميع القضايا الأمنية المشتركة" إذا وافق بوتين على نبذ العدوان على جيران روسيا.