يواصل قرابة 350 طفلاً دون ذويهم، الاعتصام أمام إحدى المحاكم العليا في العاصمة الفرنسية باريس، للمطالبة بالاستجابة لمطالبهم المتعلقة بتأمين المأوى لهم مع تدني درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
الوكالة أشارت إلى أن الأطفال، الذين يبلغ معدل أعمارهم 15 عاماً، ينحدر أغلبهم من أفغانستان وبلدان غربي إفريقيا، ويواصلون اعتصامهم أمام المحكمة في خيام نصبوها بدعم من مؤسسات مجتمع مدني.
لكن على الرغم من تدني الحرارة إلى 3 درجات مئوية في باريس، يواصل الأطفال المهاجرون دون ذويهم، الاعتصام لأيام في باريس، في انتظار إيجاد حل لمشكلتهم.
يُذكر أن السلطات الفرنسية تقدم الدعم الاجتماعي فقط للأطفال المهاجرين الذين يثبت بلوغهم سن الرشد، وهو ما يتم تحديده خلال مقابلة تجريها لجنة مختصة معهم.
بينما يلجأ الأطفال الذين تقرر اللجنة المذكورة أنهم دون سن الرشد، إلى المحاكم لإثبات رشدهم، إلا أنهم يواجهون المصير المجهول والغموض طوال فترة انتظارهم قرار المحكمة.
تجدر الإشارة إلى أن بيار لولوش، وزير الدولة السابق في حكومة فرانسوا فيون الفرنسية، أعلن خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن 40% من الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و4 أعوام، مهاجرون أو من أصول مهاجرة حسب آخر تعداد سكاني.
نقل لولوش هذه المعطيات عن تقرير للمعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية يعود إلى يوليو/تموز 2020، وفقاً لما ذكرته صحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية.
حسب الوزير الفرنسي السابق، فإن "هناك تغييراً عميقاً في عدد سكان هذا البلد وفي عدد طلاب المدارس، لأن غالبية هؤلاء السكان ينحدرون من إفريقيا السوداء والمغرب العربي".
بينما قالت الكاتبة ماوري كوتانسيه بيرفينكيير، في تقرير لوفيغارو، إنه وفقاً للدراسة، فإن 39.4% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و4 سنوات لديهم صلة بالهجرة على مدى 3 أجيال.
بشكل أكثر تحديداً، فإن 0.8% منهم مهاجرون، أي ولدوا في الخارج؛ و13.3% منهم والداهم من المهاجرين (من الجيل الثاني)؛ و11.3% منهم أحد والديهم مهاجر (الجيل الثاني)؛ و1.8% لديهم 4 أجداد مهاجرين (الجيل الثالث)؛ و12.2% لهم جد واحد مهاجر على الأقل (الجيل الثالث).
أما أصول هؤلاء الأطفال، فهي إفريقية في الغالب، منهم 10.9% من المغرب الكبير، و5.6%من بقية إفريقيا، مقابل 1.3% من إسبانيا وإيطاليا والبرتغال.