عبرت ألمانيا عن مخاوف جدية بشأن إتمام صفقة شراء مقاتلات أمريكية من طراز "إف-35" (f-35) في إطار خطة تحديث قواتها العسكرية، حسب "رسالة سرية" نشرت تفاصيلها وكالة الأنباء الفرنسية، الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول 2022.
كانت برلين أعلنت في مارس/آذار الماضي نيتها شراء 35 طائرة حربية من صنع شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية لاستبدال أسطولها المتقادم من طائرات "تورنادو".
لكن وزارة الدفاع الألمانية أثارت مخاوف بشأن عوامل "تأخير" و"تكاليف إضافية" تعترض الصفقة التي تبلغ قيمتها نحو 10 مليارات يورو، حسب رسالة "سرية" موجهة إلى لجنة الميزانية في البرلمان.
أشارت الرسالة إلى مخاطر تتعلق بإنجاز تطوير القاعدة الجوية التي ستستضيف مقاتلات "إف-35″، إضافة إلى متطلبات أمنية وصعوبات لنيل موافقات لتحليق الطائرات بألمانيا في الوقت المطلوب.
بينما قال متحدث باسم وزارة الدفاع إنه سيكون هناك "تعاون وثيق" مع البرلمان و"توضيح" للأمور. كما أفادت مصادر برلمانية بأن اجتماعاً طارئاً سيعقد، الإثنين، في وزارة الدفاع، يحضره أعضاء لجنة الميزانية من الأحزاب الثلاثة في الائتلاف الحاكم في ألمانيا.
حسب وكالة الأنباء الفرنسية، من المفترض أن تفرج اللجنة عن الدفعة الأولى من أموال الصفقة، في 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
قلق من مقاتلات "إف-35"
الوثيقة التي اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية أعدتها وزارة المالية للجنة، واستندت إلى تقييمات وزارة الدفاع. ووفقاً للوثيقة، فإن هناك شكوكاً تحيط بإنجاز التحديثات اللازمة لقاعدة بوخيل الجوية التي ستستقبل الطائرات بحلول عام 2026.
وحذرت من أن الإطار الزمني الحالي "طموح للغاية"، كما أن المتطلبات الأمنية المعقدة من الجانب الأمريكي قد تؤدي إلى مزيد من التأخير وزيادة في الكلفة.
كما أضافت أن هناك أيضاً مخاطر تتمثل في عدم إمكانية الحصول على الموافقات الخاصة بعمليات طيران مقاتلات "إف-35" في ألمانيا في الوقت المحدد، نظراً لعدم توفر "مستندات مطلوبة".
لفتت الوثيقة أيضاً إلى عوامل أخرى يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع الكلفة؛ منها التضخم وتقلبات سعر الصرف بين الدولار واليورو وارتفاع تكاليف الإنتاج.
فيما يأتي تمويل الصفقة من خطة بقيمة 100 مليار يورو مخصصة للقوات المسلحة تم الكشف عنها في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، في محاولة لتحديث الجيش الألماني.
بينما قال المستشار الألماني أولاف شولتز، الأسبوع الماضي، إنه يريد إتمام صفقة طائرات "إف-35" الأحدث في العالم، بحلول نهاية العام.