قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن حلف الأطلسي يشكل "تهديداً خطيراً" لروسيا، وإن مواقف الغرب تُخاطر "بصدام مباشر بين القوى النووية"، لافتاً إلى أن ذلك ستكون له "عواقب وخيمة".
في الوقت ذاته، عبّر لافروف عن أسفه لرفض الولايات المتحدة إجراء محادثات مع موسكو حول "الاستقرار الاستراتيجي" بشأن مجموعة من القضايا المتعلقة بالأسلحة النووية، وقال إنه بدون محادثات مباشرة بين أكبر قوتين نوويتين في العالم، فإن الخطر على الأمن العالمي سيزداد.
تأجيل محادثات مع أمريكا
كانت روسيا قد أعلنت عن تأجيل محادثات مع واشنطن في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كان من المفترض أن تنعقد مطلع الشهر الجاري، متهمةً الولايات المتحد بتبني "نهج سام" مناهض لروسيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في تلك الأثناء، عبر تليغرام: "في جميع المجالات، نلاحظ أعلى مستوى من السُّمية والعداء من واشنطن"، على حد وصفها.
أضافت: "في إطار الحرب الشاملة التي شُنت ضدنا على عدة أصعدة، فإن كل خطوة أمريكية تقريباً تجاه روسيا تنبع من رغبة في إلحاق الضرر ببلدنا حيثما أمكن ذلك".
المعاهدة النووية "لا تزال سارية"
لكن من جانب آخر، أكد مسؤول روسي كبير أن تأجيل المحادثات النووية التي كان من المفترض أن تنطلق في العاصمة المصرية القاهرة الثلاثاء، لا يؤثر على سريان مفعول معاهدة "نيو ستارت" للحد من الأسلحة النووية بين روسيا والولايات المتحدة.
التصريحات التي صدرت عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، أكدت أن المعاهدة "لا تزال سارية"، على الرغم من غياب التفتيش المتبادل بين البلدين وقرار روسيا في اللحظة الأخيرة إلغاء محادثات لجنة مشتركةٍ هذا الأسبوع.
فيما كشف ريابكوف أن واشنطن كانت تريد مناقشة استئناف عمليات التفتيش، بينما كانت موسكو لديها أولويات أخرى.
في الوقت ذاته، لعب الوضع في أوكرانيا أيضاً دوراً في قرار روسيا الذي جاء في اللحظة الأخيرة بإلغاء اجتماع اللجنة الثنائية، الذي كان من المقرر أن يبدأ في القاهرة الثلاثاء.
في السياق، نقلت وكالة ريا نوفوستي عن ريابكوف القول: "بشكل عام، وصل الوضع إلى درجة أنه لم يكن لدينا خيار آخر.. القرار اتُّخذ على المستوى السياسي".
كما نقلت وكالة تاس عن ريابكوف القول: "ركز الأمريكيون على مسألة استئناف عمليات التفتيش فقط.. في حين كان حل القضايا الأخرى ولا يزال يمثل أولوية بالنسبة لنا". وأضاف: "أوضحنا موقفنا مراراً؛ لكننا لم نجد أدنى رغبة من الجانب الأمريكي للتحرك في هذا الاتجاه".
وأوضح ريابكوف أن موسكو ترغب في مناقشة قضية "الاستقرار الاستراتيجي" الأوسع. وتشمل هذه المسألة مجموعة من القضايا المتعلقة بالطاقة النووية بين البلدين.
يُشار إلى أنه كان من المقرر أن يلتقي مسؤولون من البلدين في العاصمة المصرية القاهرة من 29 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 6 ديسمبر/كانون الأول؛ لمناقشة استئناف عمليات تفتيش بموجب معاهدة نيو ستارت للحد من انتشار الأسلحة النووية، والتي عُلقت في مارس/آذار 2020 بسبب جائحة كوفيد-19.