ردد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان هتاف "العسكر للثكنات" خلال خطابه أثناء مراسم توقيع الاتفاق الإطاري للانتقال السياسي، بين الجيش السوداني وأحزاب سياسية في البلاد، اليوم الإثنين، 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، ينص على تدشين مرحلة انتقال سياسي يقودها مدنيون لمدة عامين، فيما حثت أمريكا وشركاؤها السودان على الانتهاء من تشكيل حكومة جديدة بقيادة مدنية.
واستخدم المحتجون هذا الهتاف للمطالبة بخروج الجيش من المشهد السياسي بعد انقلاب أكتوبر/تشرين الأول 2021.
إذ أكد البرهان الالتزام بـ"خروج المؤسسة العسكرية من العملية السياسية بصورة نهائية"، لافتاً إلى أن البلاد تمر بظروف استثنائية منذ سقوط نظام عمر البشير، وأن الصراعات انعكست على الوطن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وهذا الواقع حتّم نزع المصالح الشخصية والحزبية وإعلاء مصلحة الوطن.
وتابع البرهان: "لذلك جلسنا اليوم لعلاج كافة القضايا الوطنية، الموافقة على هذا الاتفاق لا تعني الاتفاق مع طرف واحد وإنما التوافق على القضايا للوصول إلى مخرجات تنهي حالة الصراعات والمشاكسة بين القوى المدنية والعسكرية للوصول إلى التحول الديمقراطي الحقيقي".
كما شدد البرهان في كلمته على أن وجود الجيش في السلطة أمر مؤقت وأنه يسعى لوضع الجيش تحت الدستور ومنع تحيزه لحزب أو جماعة أو أيديولوجيا، مضيفاً أن "ذلك يعني الالتزام بحياد المؤسسة العسكرية".
أمريكا وشركاؤها يرحبون بالاتفاق
في السياق، رحبت الولايات المتحدة وشركاؤها بالاتفاق الإطاري للانتقال السياسي الذي جرى توقيعه في السودان الإثنين، وحثوا جميع الأطراف على بذل الجهود للانتهاء من المفاوضات بشأن حكومة جديدة بقيادة مدنية.
وفي بيان مشترك، قالت الدول: "هذا هو العامل الرئيسي لاستئناف مساعدات التنمية الدولية وتعميق التعاون بين حكومة السودان والشركاء الدوليين".
وتابع البيان: "نحن نعمل مع الشركاء لتنسيق دعم اقتصادي كبير لحكومة انتقالية بقيادة مدنية للمساعدة في التصدي للتحديات التي تواجه شعب السودان".
وتشمل الدول الموقعة على البيان النرويج والسعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة.
ويتكون الاتفاق، الذي حصلت عليه الأناضول، من 5 بنود رئيسية؛ هي: "المبادئ العامة، قضايا ومهام الانتقال، هياكل السلطة الانتقالية، الأجهزة النظامية، وقضايا الاتفاق النهائي".
فيما واجه الاتفاق بالفعل معارضة من جماعات الاحتجاج المناهضة للجيش والفصائل الإسلامية الموالية لنظام الرئيس السابق عمر البشير الذي أطيح به في عام 2019.
حيث قالت رويترز إن احتجاجات اندلعت في منطقتين على الأقل بالعاصمة الخرطوم، قبل مراسم التوقيع في القصر الرئاسي. وذلك بدعوة من لجان المقاومة السودانية وتجمع المهنيين السودانيين والحزب الشيوعي.
ومنذ 21 أغسطس/آب 2019، يعيش السودان مرحلة انتقالية يتقاسم خلالها السلطة كلّ من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقّعت مع الحكومة اتفاق سلام عام 2020، عقب انتهاء حكم الرئيس السابق عمر البشير في أبريل/ نيسان 2019.