أعلنت إيران، السبت 3 ديسمبر/كانون الأول 2022، بدء عملية إنشاء محطة جديدة للطاقة النووية بقدرة 300 ميغاواط، في محافظة خوزستان الغنية بالنفط جنوب غربي البلاد، فيما دعت وكالة الطاقة الدولية طهران للوفاء بالتزامها والعودة للطريق الصحيح.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي للصحفيين، إن "إنشاء المحطة (كارون) للطاقة النووية سيوفر قدرة صناعية وتكنولوجية جديدة للبلاد"، بحسب ما نقلت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية الرسمية.
أضاف إسلامي، في حفل إنشاء محطة نووية جديدة في إيران، أن عملية إنشاء المرحلة الأولى من المحطة في مدينة درخوين، بدأت "من خلال الاستفادة القصوى من الطاقة المحلية في إطار الوثيقة الاستراتيجية الشاملة التي تتضمن تطوير محطة الطاقة النووية".
وأشار إلى أن إنشاء تلك المرحلة "بقي متوقفاً منذ سنوات عديدة بسبب عدم التزام الأجانب بتعهداتهم"، فيما وصف إسلامي المشروع، بأنه مهم وضروري، خاصة في محافظة خوزستان.
ويأتي الإعلان الإيراني وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة بشأن العقوبات الشاملة التي فرضت على إيران، عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع القوى العالمية.
كما يأتي، بعد أقل من أسبوعين من إعلان إيران بدء إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، في منشأة فوردو النووية تحت الأرض.
وكالة الطاقة توجه دعوة لإيران
يأتي ذلك في الوقت الذي قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي إن إيران تختلف على ما يبدو مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة بشأن معلومات ينبغي أن تقدمها طهران عن برنامجها النووي.
وقال جروسي في مؤتمر بروما: "لا يبدو أننا على توافق مع إيران بشأن التزاماتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مضيفاً أنه يشعر بالقلق إزاء إعلان طهران في الآونة الأخيرة زيادة قدرتها على التخصيب.
ومضى قائلاً: "نحن بحاجة إلى إعادة علاقتنا إلى مسارها الصحيح".
لكنه أكد أنه "لا يزال يأمل" أن تقدم طهران تفسيراً لآثار اليورانيوم التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة قبل سنوات قليلة.
وذكر تقرير حديث للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران وافقت على زيارة تقوم بها الوكالة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 للبدء في تقديم إجابات طال انتظارها. لكن الاجتماع لم ينعقد حتى الآن.
تقول القوى الغربية إن قضية جزيئات اليورانيوم التي لم يعرف لها تفسير أصبحت عقبة في محادثات أوسع لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع القوى العالمية، إذ تسعى طهران الآن لإغلاق تحقيق وكالة الطاقة الذرية في إطار تلك المفاوضات.
وقال جروسي إن المحادثات توقفت على ما يبدو. وأوضح: "في الوقت الحالي لا يبدو أن القوة الدافعة اللازمة لإحياء الاتفاق موجودة".
أضاف أنه يشعر بالقلق من إعلان إيران الشهر الماضي أنها بدأت تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 60% في محطة فوردو النووية.
وأردف: "إيران أبلغتنا بأنها ترفع لثلاثة أمثال، وليس للمثلين، قدرتها على تخصيب اليورانيوم عند نسبة 60%، وهي نسبة قريبة جداً من مستوى النقاء المطلوب للاستخدام العسكري، وهي 90%".
وأكد: "هذا ليس بالشيء الهين. هذا شيء تترتب عليه عواقب. إنه يمنحهم مخزوناً من المواد النووية لا يمكن غض الطرف عنه.. ربما يكون هناك استخدام آخر. نحن بحاجة إلى الذهاب. نحتاج إلى التحقق".
وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، قائلة إن تقنيتها النووية للأغراض المدنية فقط.