كشف مؤتمر "نداء القرن الثاني" الذي نظمه حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض في مدينة إسطنبول لشرح رؤيته لقيادة تركيا حال وصول المعارضة للحكم؛ عن خلافات كبيرة بين أعضاء الحزب الذي ينتمي إليه رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وكذلك بين مختلف مكونات المعارضة الأخرى.
فعلى مدار يوم كامل، نظم حزب الشعب الجمهوري مؤتمر "نداء القرن الثاني" بمدينة إسطنبول التركية، حيث عرض خلاله رؤيته الاقتصادية لتركيا حال تسلم المعارضة للحكم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية صيف عام 2023.
شارك في المؤتمر قادة المعارضة الذين يشكلون ما يعرف في تركيا بـ"قادة طاولة الستة"، في إشارة إلى الأحزاب الستة المشكلة لهذه الطاولة، وهي أحزاب الشعب الجمهوري والجيد وسعادات والمستقبل والديمقراطية والتقدم والحزب الديمقراطي.
إضافة إلى وجود مشاركات عبر تقنية الفيديو، جاء في مقدمتها كلمة لمساعد المستشارة الألمانية السابق جيرمي ريفكين، الذي قال في كلمته إنه سيكون "مستشاراً صناعياً" لزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو.
إمام أوغلو.. لا سلام
ظهر أول الخلافات داخل تكوينات المعارضة في عدم مصافحة كليتشدار أوغلو لرئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو بعد انتهاء كلمته، وتجاوزه ليصافح من هم بجواره في الصفوف الأولى في المؤتمر.
الأمر ذاته تكرر مع رئيسة حزب الشعب الجمهوري في مدينة إسطنبول جانان كافتانجي أوغلو؛ التي قامت بالأمر ذاته؛ حيث تجاهلت هي الأخرى إمام أوغلو، ولم تتبادل معه أي أحاديث طوال فترة المؤتمر التي امتدت على مدار اليوم، على الرغم من العلاقة الوطيدة بينهما.
جاء تجاهل قيادات حزب الشعب الجمهوري لرئيس بلدية إسطنبول وسط أنباء تناقلتها وسائل إعلام تركية تحدثت عن مساعٍ أكرم إمام أوغلو للترشح للانتخابات الرئاسية القادمة؛ رغم إعلانه السابق عن دعم ترشح رئيس حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه إمام أوغلو في الترشح لمواجهة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
الترشح للانتخابات.. خلاف آخر
وعلى مستوى الخلاف بين مكونات جبهة المعارضة التركية؛ أعلن زعيم حزب الشعب الجمهوري في نهاية كلمته الختامية بمؤتمر "نداء القرن الثاني" عن مشاركته في الانتخابات الرئاسية القادمة في مواجهة أردوغان؛ رغم إعلان جبهة المعارضة أن مرشحها للانتخابات الرئاسية سيكون عبر بيان لقادة "طاولة الستة"، ولن يكون من قبل طرف بمفرده.
لكن إعلان كليتشدار أوغلو مشاركته في الانتخابات الرئاسية القادمة يأتي كخطوة استباقية، بحسب وسائل الإعلام التركية التي تابعت المؤتمر، لفرض الأمر الواقع على قادة المعارضة الستة، خاصة في ظل معارضة بارزة لترشح كليتشدار أوغلو من قبل حزب الجيد وزعيمته ميرال أكشنار.