قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة 2 ديسمبر/كانون الأول 2022، إن الولايات المتحدة صنفت الصين وإيران روسيا ودولاً أخرى على أنها "دول مثيرة للقلق بشكل خاص"، بسبب انتهاكات جسيمة، وذلك بموجب قانون الحرية الدينية.
أضاف بلينكن في بيان، أن الدول في ذلك التصنيف، ومنها كوريا الشمالية وميانمار، شاركت في انتهاكات جسيمة للحريات الدينية أو تساهلت معها. ومن بين الدول على قائمة المتابعة، الجزائر وجمهورية إفريقيا الوسطى وجزر القمر وفيتنام.
انتهاكات ترفضها أمريكا
كما صنُفت عدة مجموعات، منها فاغنر الموالية للكرملين، وهي مجموعة خاصة شبه عسكرية تنشط في سوريا وإفريقيا وأوكرانيا، باعتبارها مثيرة للقلق بشكل خاص. وقال بلينكن إن مجموعة فاغنر أدرجت في هذا التصنيف بسبب أنشطتها في جمهورية إفريقيا الوسطى.
في حين قال بلينكن بالبيان: "تقوم حكومات وأطراف غير حكومية في شتى أنحاء العالم بالتضييق على أشخاص وتهديدهم وسجنهم، بل وقتلهم بسبب معتقداتهم". وتابع: "الولايات المتحدة لن تقف صامتة أمام هذه الانتهاكات". وأضاف أن واشنطن سترحب بأي فرصة للاجتماع مع جميع الحكومات لتوضيح الخطوات الملموسة اللازمة للخروج من تلك القوائم.
في الوقت نفسه زادت واشنطن الضغط على إيران بسبب الحملة العنيفة على المحتجين. ولوحت نساء بالحجاب وحرقنه في أثناء المظاهرات التي تشكل أحد أجرأ التحديات التي تواجهها الجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979. وتُلزم إيران النساء بارتداء الحجاب.
من جهة أخرى تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 300 شخص قُتلوا حتى الآن، و14 ألفاً اعتقلوا في الاحتجاجات التي بدأت بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً)، في 16 سبتمبر/أيلول 2022 في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق بسبب "ارتداء ملابس غير لائقة".
في سياق متصل فقد دعا خبراء من الأمم المتحدة إيران ذات الأغلبية الشيعية إلى التوقف عن اضطهاد ومضايقة الأقليات الدينية، ووضع حد لاستخدام الدين لمنع ممارسة الحريات الأساسية.
يذكر أن الطائفة البهائية من بين الأكثر تعرضاً للاضطهاد الديني بإيران في ظل زيادة ملحوظة في اعتقال أتباعها واستهدافهم هذا العام ضمن ما يقول خبراء الأمم المتحدة إنها سياسة عامة لاستهداف المعتقدات المخالفة أو الممارسات الدينية، تشمل أيضاً المتحولين إلى المسيحية والملحدين.
انتقادات ضد ما يحدث في شينجيانغ
كذلك فقد عبرت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد بشأن حقوق الإنسان بإقليم شينجيانغ في غرب الصين، والذي يقطنه عشرة ملايين من المسلمين الإيغور.
حيث تتهم جماعات حقوقية وحكومات غربية بكين منذ فترة طويلة بارتكاب انتهاكات في حق الأقلية العرقية ذات الأغلبية المسلمة، من بينها إجبارها على العمل في مخيمات اعتقال.
كذلك تتهم الولايات المتحدة الصين بالإبادة الجماعية. وترفض بكين بشدةٍ الاتهام بارتكاب انتهاكات.
أما الدول الأخرى المصنفة مثيرة للقلق بشكل خاص هي: كوبا وإريتريا ونيكاراغوا وباكستان والسعودية وطاجيكستان وتركمانستان.
في حين يلزم قانون الحرية الدينية الأمريكي لعام 1998 الرئيس، الذي يفوض إلى وزير الخارجية هذه الصلاحية، بأن يدرج تحت هذا التصنيف الدول التي يُرى أنها انتهكت الحرية الدينية على أساس منهجي ومستمر.
أما هذا القانون فيتيح لبلينكن مجموعة من الخيارات السياسية رداً على ذلك، منها فرض عقوبات أو تعليقها، لكن ذلك لا يحدث بصورة تلقائية.