قالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان لها الجمعة 2 ديسمبر/كانون الأول 2022: "يجب وقف العنف المتزايد ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات"، وذلك رداً على مقتل خمسة فلسطينيين في الأيام القليلة الماضية.
الخارجية الفرنسية أعربت كذلك في بيانها، عن "قلقها العميق في أعقاب الاشتباكات العديدة التي وقعت منذ 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في أجزاء مختلفة من الضفة الغربية، ما أدى إلى مقتل 5 فلسطينيين"، وأضاف البيان أن "فرنسا تجدد دعوتها جميع أصحاب المصلحة إلى الامتناع عن القيام بأي أعمال استفزازية، أو أحادية الجانب".
عنف متزايد ضد الفلسطينيين
في حين شددت الوزارة الفرنسية على "ضرورة وقف العنف المتزايد ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومحاسبة المسؤولين عن تلك الأفعال من قبل السلطات المختصة".
كما أكدت فرنسا التزامها باحترام القانون الدولي الإنساني في المناطق الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، والطبيعة غير القانونية للمستوطنات، بحسب البيان نفسه.
يأتي ذلك تزامناً مع ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية، الجمعة، من مقتل فلسطيني عقب إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عليه شمالي الضفة الغربية.
حيث ذكرت الوزارة في بيان مقتضب وصلت إلى الأناضول نسخة منه، أن "هيئة الشؤون المدنية (جهة التواصل الرسمية مع إسرائيل) أبلغتها "باستشهاد مواطن عقب إطلاق الاحتلال النار عليه، في حوارة جنوب نابلس".
كانت هيئة البث الإسرائيلية قالت في وقت سابق من الجمعة، إن الجنود الإسرائيليين "أطلقوا النار على الفلسطيني في حوارة بعد طعن جنديين إسرائيليين". وأضافت أن الجنديين "أصيبا بجروح طفيفة بعد طعنهما"، فيما لم تذكر مصير الفلسطيني الذي أُطلق عليه النار.
إطلاق النار من المسافة صفر
لكن مقطع فيديو للحادث التقطه أحد الفلسطينيين وتم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي واطلعت عليه الأناضول، أظهر جندياً إسرائيلياً يتدافع بالأيدي مع فلسطينيي يحاول الإفلات منه، ومن ثم قام الجندي بإطلاق النار من مسافة الصفر تجاه الفلسطيني الذي كان ملقى على الأرض.
من جانبها قالت جمعية "الهلال الأحمر" الفلسطيني، في بيان سابق وصلت إلى الأناضول نسخة منه، إن الجيش الإسرائيلي "منع سيارة الإسعاف التابعة له من الوصول إلى المصاب".
أضافت: "تم إطلاق نار على شخص في (بلدة) حُوارة، وسيارة إسعاف الهلال الأحمر كانت في الموقع، ومنعها جيش الاحتلال من الاقتراب من المصاب".
في حين تشهد مناطق متفرقة من الضفة فعاليات أسبوعية رافضة للاستيطان على خطوط التماس مع الجيش الإسرائيلي الذي يقوم بتفريقها وملاحقة المتظاهرين داخل قراهم وبلداتهم.
إدانات فلسطينية
في سياق مواز أدانت الرئاسة الفلسطينية ورئاسة الوزراء وعدد من الفصائل قتل الجيش الإسرائيلي، الجمعة، شاباً فلسطينياً شمالي الضفة الغربية. جاء ذلك في بيانات منفصلة وصلت إلى الأناضول نسخ منها.
حيث قالت الرئاسة الفلسطينية، إن "إعدام الشاب عمار حمدي مفلح (22 عاماً)، بدم بارد، برصاص الاحتلال الإسرائيلي في بلدة حوارة جنوبي نابلس، والذي وثقته الكاميرات، جريمة بشعة ضمن سلسلة من الجرائم التي ترتكب يومياً بحق أبناء شعبنا".
أضافت في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا": أن "هذه الجرائم التي أصبحت سياسة رسمية للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، تستوجب التدخل العاجل لتوفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا الأعزل".
في حين لفتت إلى أن "استمرار الصمت الدولي هو الذي أوصل إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم بدم بارد، وأن الاستمرار في سياسة الإفلات من العقاب وعدم المساءلة شجع تلك الحكومات على ارتكاب مزيد من الجرائم بحق شعبنا".
بدوره قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، في بيان، إن "مشهد الإعدام الإجرامي في حوارة يعكس الإرهاب المنظم الذي يمارسه جنود الاحتلال، المدفوع من عقيدة تقوم على القتل، بإطلاق الرصاص على أبنائنا لقتلهم". وأضاف اشتية، أن "شعور الجنود بعدم وجود عواقب لأفعالهم يشجعهم على تكرار جرائمهم".
كما حذر رئيس الوزراء الفلسطيني، من "التبعات الخطيرة لهذه الجرائم المروعة"، داعياً إلى "تدخل دولي فوري لإيقاف العدوان على شعبنا".
جريمة بشعة في نابلس
من جانبها قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ "تصاعد جرائم الاحتلال الصهيوني وآخرها هذه الجريمة البشعة في نابلس، سيقابَل بمزيدٍ من المقاومة والانتصار لدماء شعبنا، وسيدفع العدو ثمن جرائمه".
أضاف المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، في بيان، أن "الجريمة الصهيونية تعكس السلوك العدواني والفاشي للاحتلال وجيشه".
كما أعربت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، عن إدانتها لجريمة إعدام الشاب، مشيرة إلى أن "تلك الجريمة تعبر عن سياسة حكومة الفاشيين الجديدة في إسرائيل". وأضافت الحركة في بيان لها، أن "هذه الجريمة لن تزيدنا إلا صموداً وإصراراً".
من جهتها قالت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، في بيان: "ندين وبشدةٍ جريمة إعدام شاب بدم بارد برصاص جندي إسرائيلي في نابلس وتركه ينزف دون إسعافه". وأضافت: "الرد على هذه الجريمة وغيرها من الجرائم لا يمكن أن يواجه إلا بالمقاومة وإدامة الاشتباك مع جيش الاحتلال في كافة المواقع والميادين".
كما قالت "لجان المقاومة" بفلسطين، في بيان لها، إن "دماء الشهداء لن تذهب سدى وستظل لعنة تلاحق القتلة الصهاينة في كل مكان وزمان". وأضافت: "جرائم الإبادة اليومية التي يشنها كيان العدو الصهيوني ضد أبناء شعبنا العزل تأتي تنفيذاً لقرارات القادة الصهاينة المجرمين بقتل وإطلاق النار على أبناء شعبنا بدون تمييز" .
يذكر أنه ومنذ أشهر، يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات شمالي الضفة الغربية، تتركز في مدينتي نابلس وجنين، بدعوى ملاحقة مطلوبين.
في حين تشهد مناطق متفرقة من الضفة فعاليات أسبوعية رافضة للاستيطان على خطوط التماس مع الجيش الإسرائيلي الذي يقوم بتفريقها وملاحقة المتظاهرين داخل قراهم وبلداتهم.