اتهمت أوكرانيا شركات أمريكية وبريطانية وأخرى أوروبية بتمكين الصواريخ الروسية من قتل مدنيين أوكرانيين، بتقديمها "رقائق دقيقة" تساعد موسكو في تحديد أهدافها واستهدافها بشكل دقيق، بحسب ما نقلت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، الجمعة 2 ديسمبر/كانون الأول 2022.
حيث صرحت المديرية الرئيسية للاستخبارات بوزارة الدفاع الأوكرانية بأنَّ "الصواريخ الروسية لا تصل إلى أهدافها دون إحداثيات واضحة، يحددها نظام الملاحة العالمي عبر الأقمار الاصطناعية GLONASS هو المكافئ الروسي لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
تزعم مديرية الاستخبارات الأوكرانية أنَّ الصواريخ التي تستخدم GLONASS "تعتمد على رقائق صغيرة تنتجها 13 شركة تنتج هذه الرقائق الدقيقة، وفقاً للقائمة التي نشرتها المديرية على موقعها الرسمي على الإنترنت.
تشمل القائمة الشركات الأمريكية Linx Technologies وBroadcom وQualcomm وTelit وMaxim Integrated وTRIMBLE وCavli Wireless. وتضم أيضاً الشركتين السويسريتين u-blox AG وSTMicroelectronics بالإضافة إلى الشركتين الكنديتين Sierra Wireless وNovAtel. وأخيراً، تضم الشركة البلجيكية Septentrio، والشركة البريطانية Antenova.
تمثل الصواريخ أحد الأسلحة الأساسية التي تستخدمها روسيا ضد القوات الأوكرانية منذ اندلاع الصراع في فبراير/شباط. ومع انسحاب القوات الروسية من المواقع والمدن التي احتلتها سابقاً، تظل الصواريخ واحدة من أكثر الخيارات المتاحة والقابلة للتطبيق لمواصلة ضرب الأوكرانيين.
تزعم المديرية الرئيسية للاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية أنَّ الطريقة الوحيدة لمنع روسيا، على الأقل للوقت الحالي، من وضع أيديها على الرقائق الدقيقة المتوافقة مع GLONASS هي أن تتوقف الشركات الأجنبية عن إنتاجها تماماً.
ويؤكد الأوكرانيون أنَّ "الرقابة على الصادرات والرقابة من الشركات المُصنِّعة لن تنجح؛ لأنَّ روسيا تبتكر باستمرار طرقاً جديدة للالتفاف على العقوبات وشراء التقنيات".
ودعت مديرية الدفاع الأوكرانية الشركات التي زعمت أنها تنتج الرقاقة إلى "إدراك التأثير المباشر لمنتجاتها على القدرات الدفاعية لروسيا، والتوقف عن إنتاج الرقائق بدعم من GLONASS، وإزالة وظيفة دعم نظام الملاحة هذا من جميع أجهزتها".
مكالمة بين بوتين وشولتش
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ المستشار الألماني أولاف شولتس في اتصال هاتفي الجمعة أن النهج الذي تتبعه ألمانيا والغرب بشأن أوكرانيا "مدمر" وحث برلين على إعادة التفكير فيه.
يعكس إعلان الكرملين عن هذه المكالمة الفجوة القائمة بين روسيا والحكومات الغربية بشأن أوكرانيا على الرغم من إعلان موسكو وواشنطن خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية استعدادهما من حيث المبدأ للدخول في محادثات.
وقال الكرملين: "تم لفت الانتباه إلى النهج المدمر الذي تنتهجه الدول الغربية، بما في ذلك ألمانيا، التي تزود نظام كييف بالأسلحة وتدرب الجيش الأوكراني".
وأضاف: "كل هذا، إلى جانب الدعم الشامل المقدم لأوكرانيا سياسياً ومالياً، يؤدي إلى أن ترفض كييف تماماً فكرة الدخول في أي مفاوضات".
وترفض كييف الدخول في محادثات سلام إلا إذا توقفت روسيا عن مهاجمة أوكرانيا وسحبت قواتها من الأراضي الأوكرانية.
من جانبه، قال متحدث باسم المستشار الألماني أولاف شولتس، في بيان مكتوب، إن شولتس حثَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إيجاد حل دبلوماسي للصراع الدائر في أوكرانيا في أسرع وقت ممكن، "بما يشمل انسحاب القوات الروسية".
وأضاف المتحدث: "ندد المستشار بالتحديد بالهجمات الجوية الروسية على البنية التحتية المدنية وأكد إصرار ألمانيا على دعم أوكرانيا في ضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها أمام العدوان الروسي".
كان الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي قد قال بعدما أعلن بوتين ضم أراضٍ أوكرانية إلى روسيا في سبتمبر/أيلول إنه لا يمكن الدخول في محادثات ما دام بوتين في السلطة، إلا أن أوكرانيا لم تؤكد تمسكها بهذا الشرط في الأسابيع الماضية.
وجرت تلك المكالمة الهاتفية بعد يوم من استقبال الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في البيت الأبيض، حيث أعرب بايدن عن استعداده للتحدث إلى بوتين إذا أبدى الأخير اهتماماً بإنهاء الحرب.
وقال الكرملين في وقت سابق الجمعة إنه يريد حلاً دبلوماسياً للأزمة، وإن بوتين مستعد دائماً للمحادثات، لكن رفض واشنطن الاعتراف بضم روسيا لأراضٍ أوكرانية عقَّد الأمور.