قال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال، الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن أوكرانيا ما زالت تعاني عجزاً نسبته 30% في الكهرباء، وذلك بعد ستة أيام من موجة الهجمات الصاروخية الروسية الضخمة على شبكة الكهرباء بها.
وجعلت الضربات الروسية قطاع الطاقة في أوكرانيا على "شفير الانهيار"، فيما يعاني ملايين الأشخاص من انقطاعات طارئة في الأسابيع الأخيرة، إذ تعاني حوالي 15 منطقة مشاكل إمدادات مياه وكهرباء، بحسب "فرانس 24".
يتزامن ذلك مع صعوبة فصل الشتاء الذي حلَّ فجأة وسط أزمة الحرب المستمرة منذ 9 شهور، حينما أعلنت روسيا عن إطلاق "عملية خاصة" في فبراير/شباط مطلع العام الحالي.
الناتو يتعهد بتكثيف الدعم
من جانبهم، تعهد وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي، الثلاثاء، بتكثيف الدعم المقدم لأوكرانيا والمساعدة في إصلاح بنيتها التحتية للطاقة، وسط موجة من الهجمات الروسية التي تؤدي لانقطاعات متكررة في إمدادات الكهرباء والتدفئة عن ملايين الأوكرانيين.
وقال وزراء خارجية الناتو في بيان بعد اليوم الأول من محادثاتهم في بوخارست إن "العدوان الروسي، بما في ذلك الهجمات المستمرة التي لا يقبلها ضمير على البنية التحتية المدنية وتلك الخاصة بالطاقة في أوكرانيا، يحرم ملايين الأوكرانيين من الخدمات الإنسانية الأساسية".
الوزراء استنكروا ما وصفوها بالوحشية الروسية ضد المدنيين في أوكرانيا، وتعهدوا بتقديم الدعم للبلاد، بينما تقوم بإصلاح بنيتها التحتية للطاقة.
جاء في بيان الوزراء "سنواصل ونكثف الدعم السياسي والعملي لأوكرانيا، بينما تواصل الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها.. وسوف يستمر دعمنا طالما اقتضت الحاجة".
فيما أكد الوزراء قراراً سبق أن اتخذته قمة للحلف في 2008 بأن أوكرانيا ستنضم في نهاية الأمر لعضوية الحلف. ولم يتخذ القادة منذ ذلك الحين أي خطوات ملموسة مثل وضع خطة عمل تتضمن جدولاً زمنياً لتقريب البلاد من الحلف.
دعم أمريكي
في سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة تقديم 53 مليون دولار لدعم شراء معدات لشبكة الكهرباء الأوكرانية، لمساعدة كييف في محاربة الهجمات الروسية التي تستهدف بنيتها التحتية للطاقة التي تحرم الملايين من الإضاءة والتدفئة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، الثلاثاء: "سيتم تسليم هذه المعدات سريعاً إلى أوكرانيا على أساس طارئ لمساعدة الأوكرانيين على المثابرة خلال فصل الشتاء"، مضيفة أن الحزمة ستتضمن محولات توزيع وقواطع دوائر ومانعات الصواعق من بين معدات أخرى.
وتشن روسيا هجمات ضخمة على البنية التحتية للكهرباء والتدفئة في أوكرانيا أسبوعياً تقريباً منذ أكتوبر/تشرين الأول، وتقول كييف وحلفاؤها إنها حملة متعمدة لإلحاق الضرر بالمدنيين، وهي جريمة حرب.
وتعترف موسكو بمهاجمة البنية التحتية الأساسية، قائلة إنها تهدف إلى الحد من قدرة أوكرانيا على القتال ودفعها للتفاوض. أما كييف فتقول إن مثل هذه الهجمات جريمة حرب.
"نقاط لا تُقهر"
كانت أوكرانيا أطلقت، الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني، مشروعاً لتوفير خدمات الكهرباء والمياه والإنترنت، وذلك بعدما أنشأت "نقاطاً لا تُقهر" في العديد من المدن والبلدات الأوكرانية، في ظل انقطاع تلك الخدمات الأساسية نتيجة الهجمات التي نفذتها القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة، مستهدفة بشكل خاصٍ البنى التحتية للطاقة الحيوية.
يهدف مشروع "نقاط لا تُقهر" إلى معالجة مشاكل الطاقة في البلاد؛ حيث يتم توفير مياه الشرب، والمشروبات الساخنة، والأدوية، ولعب الأطفال للمدنيين المحتاجين، إضافة إلى التدفئة وخدمة الإنترنت المجانية، حيث يحضر الناس لشحن هواتفهم والأجهزة الكهربائية الأخرى.
وأصبحت النقاط المذكورة بعد أن دخلت الخدمة في دنيبرو، إحدى أكبر المدن في البلاد، حلاً للسكان في هذه الفترة مع الطقس البارد، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول، الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني.
ونظراً إلى عدم وجود اتصال هاتفي وخدمة إنترنت في المدينة، يأتي المدنيون إلى هذه النقاط ويحاولون معرفة آخر تطورات الحرب في البلاد.