في محاولة لمحاربة الإسلاموفوبيا بأمريكا، وفي ظل تصاعد العداء ضد المسلمين هناك، تقدم جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا الأمريكية دورة دراسية جديدة هذا الخريف، تعلِّم الطلاب كيف ظهرت الإسلاموفوبيا أو كراهية الإسلام في الولايات المتحدة.
هذه الدورة، التي تحمل اسم تحري كراهية الإسلام Interrogating Islamophobia، تدرّسها أبية أحمد، العميد المساعد ومديرة مركز الموارد "مركز" في ستانفورد، وفقاً لما أوردته صحيفة The Stanford Daily.
أهداف الدورة
تبحث الدورة الدراسية التي تقدمها أبية في تداخل الدين مع التعليم، وتركز على المسلمين والإسلام. وقالت لموقع Middle East Eye إن هذه الدورة هدفها فهم التعقيدات المحيطة بكراهية الإسلام في الولايات المتحدة، سواء المفهوم أم في كيفية ظهورها.
وقالت أبية أحمد: "هذه الخطوة مهمة من وجهة نظري، لأنه كلما ازداد فهمنا لظاهرة ما، أمكننا استيعاب التحديات وأمكننا مواجهتها بشكل أفضل".
وأضافت: "ما نحاول فعله في هذه الدورة توضيح الخطاب المحيط بالإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة، بحيث يمكن للطلاب الابتعاد عنه بعد فحص التداخلات والفروق الدقيقة المرتبطة بها".
حالياً، تضم الدورة 10 طلاب، إلى جانب طالبة جامعية تشارك في تدريس الدورة معها.
ارتفاع مضايقات الشرطة بسبب الدين
يذكر أن الخطاب المعادي للمسلمين حاضر في الولايات المتحدة منذ زمن طويل. إذ أظهرت دراسة أجرتها جامعة رايس أن المسلمين أكثر عرضة بخمس مرات لمضايقات الشرطة بسبب دينهم، مقارنة بمن يعتنقون أدياناً أخرى.
كما أن البالغين المسلمين الذين لهم أصول إفريقية أو شرق أوسطية أو عربية أو شمال إفريقية أكثر إبلاغاً عن تعرضهم لمضايقات الشرطة بسبب دينهم، وذلك وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة منظمة المجتمع لدراسة المشكلات الاجتماعية.
أما في المدارس، أظهر استطلاع أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (Cair) أن الطلاب المسلمين في كاليفورنيا يتعرضون لمستويات عالية من التنمر والمضايقة والتمييز المعادي للإسلام.
وفي ستانفورد، وقعت حوادث معادية للإسلام أيضاً. فعام 2017، دُعي المدون روبرت سبنسر المعادي للمسلمين للتحدث في الجامعة، وسخر من الطلاب الذين انتقدوه قبل أن يتحدث. وخلال خطابه، غادر أكثر من 100 طالب.
وفي الفصل الدراسي المقبل، ستقدم أبية دورة مختلفة تسمى الإسلام المعاصر والمسلمون في الولايات المتحدة، تقول إنها تتعمق "في التجارب الحياتية للمسلمين في الولايات المتحدة، وتتناول بشكل أوثق التداخل بين النظرية وممارسة الإسلام في الولايات المتحدة".
كما تخطط لتقديم دورة كراهية الإسلام مرة أخرى في الخريف المقبل، وتأمل أن تصبح دورة ثابتة في ستانفورد.