تعرض طالب دولي خلال سفره للالتحاق بمنحة جامعية في بريطانيا، لتحقيق واحتجاز استمر 12 يوماً، خسر بعدها مقعده الجامعي، بحسب ما قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وقال الطالب الذي يُدعى سلاف خدكا إن ضباط حرس الحدود عاملوه كما "لو كان مجرماً"، واتهموه بأنه طالب زائف، بعد أن هبط في مطار مانشستر في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
الشاب البالغ من العمر 23 عاماً، وهو نيبالي، كان لديه تأشيرة سارية، وما يثبت انضمامه إلى الجامعة وسداده مصروفات عامه الأول كاملة. ولكن عند وصوله إلى المملكة المتحدة، خضع لاستجواب دقيق عن دراسته، وطلبوا منه ذكر عناوين الوحدات الست التي سيدرسها.
لكنه لم يتمكن إلا من ذكر اثنتين، بالنظر إلى أن رحلته استغرقت 16 ساعة وأنه لم يبدأ دراسته بعد. وسُئل أيضاً عن اسم هيئة الامتحان التي ستمنحه المؤهل لكنه لم يعرف.
فضلاً عن ذلك، كانت رسالة من مصرفه في نيبال تحوي خطأ إملائياً دفع ضباط قوة الحدود إلى استنتاج أنه يسعى إلى التهرب من ضوابط الهجرة، وأنه ليس طالباً حقيقياً وأنه ليس "مهتماً" بدراسته، وفقاً لوثائق اطلعت عليها صحيفة The Observer.
نُقل خدكا بعد ذلك إلى مركز لترحيل المهاجرين في اسكتلندا وأبلغ أنه سيُرحَّل. وحتى بعد أن قدم مكتب القبول بالجامعة مستندات تثبت التحاقه بالجامعة، وتؤكد أنه دفع رسوم الدراسة، احتُجز 10 أيام أخرى.
رسالة اعتذار
على أن وزارة الداخلية أطلقت سراحه في النهاية، وأعطته رسالة اعتذار تقول فيها إنها راجعت قضيته "بحرص" وإنها ارتكبت خطأً. لكن بحلول الوقت الذي أدركت فيه خطأها، كان خدكا قد فاته موعد التسجيل في جامعته. وحين وصل إلى الجامعة في 24 أكتوبر/تشرين الأول، قيل له إنه مضى أسبوع على الموعد النهائي للتسجيل المتأخر وإنه خسر منحته، وسيتعين عليه العودة العام المقبل. وهو الآن في مأزق، فقد اقترض آلاف الدولارات لسداد نفقات السفر والرسوم وتكاليف النقل، وهو يفكر في العودة إلى وطنه في ظل غياب طريقة واضحة للبقاء في المملكة المتحدة.
قال خدكا: "عاملوني كما لو كنت مجرماً، لكنني لم أرتكب جرماً. لم أفهم لماذا احتجزوني. أعطوني أسباباً كثيرة لكن كان يمكنني تبرير كل سبب منها. أطلعتهم على مستنداتي واتصلوا بجامعتي. كنت أملك كل الأوراق، لكنهم لم يصدقوني. سيكون لهذا تأثير كبير على مستقبلي".
وحين سُئلت وزارة الداخلية عن تفاصيل قضية خدكا، لم تجب عنها قائلة إنها لا تعلق عادة على الحالات الفردية. وقال متحدث باسم الوزارة: "لنا دور حاسم في الحفاظ على سلامة المملكة المتحدة ومواطنيها. وأولوية قوة الحدود هي الحفاظ على أمن الحدود، ولن نتهاون في ذلك". في حين أشارت صحيفة The Observer إلى أن خدكا لا يشكل تهديداً أمنياً، قال المتحدث: "شكراً على أسئلتكم، هذا ما لدينا".
وقالت رابطة جامعات المملكة المتحدة إن هذه القضية "مقلقة جداً"، مضيفة: "الطلاب الدوليون لهم فائدة كبيرة للمملكة المتحدة. ومن الضروري أن نشعرهم بالأمن والأمان والترحيب".