قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الإثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني، إن زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتشدد إيتمار بن غفير "يريد تأسيس ميليشيا خاصة به"، معتبراً أن هذه الخطوة تعد خطأ أمنياً يمكن أن يودي بحياة البشر.
وفي كلمة بمؤتمر ينظمه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية (غير حكومي)، قال غانتس: "يجب ألا يُسمح لابن غفير أن يشكل ميليشيا لنفسه. هذا خطأ أمني يمكن أن يودي بحياة البشر".
والجمعة، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو على منح بن غفير حقيبة الأمن القومي في إطار الحكومة التي يعكف على تشكيلها.
ووزارة الأمن القومي ستكون مسؤولة عن الأمن الداخلي وشرطة حرس الحدود والحرس الوطني الإسرائيلي.
وفي تغريدات على تويتر قال غانتس: "الحديث غير المسؤول عن تغيير إجراءات فتح النار من سياسيين لم يمضوا حتى دقيقة واحدة في ساحة المعركة، وليس لديهم خبرة في الموضوع أمر مزعج".
ولم يسبق لابن غفير أن خدم بالجيش الإسرائيلي لفترة كاملة.
تغيير تعليمات إطلاق النار بالضفة
والأحد، دعا بن غفير في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، إلى تغيير تعليمات إطلاق النار بالضفة الغربية لتشمل إطلاق النار على كل من يحمل الحجارة أو الزجاجات الحارقة.
بن غفير أضاف أن "هذه التعليمات لا يجب أن تشمل المستوطنين الإسرائيليين وإنما فقط من ينطلقون من أسس قومية" في إشارة إلى الفلسطينيين.
وقال غانتس: "أنا واثق من أن القادة في الجيش الإسرائيلي والشرطة وجميع الأجهزة الأمنية سيبقون أوفياء لأمن الدولة والمواطنين، وسوف يكونون حذرين للغاية بشأن خضوعهم للمستوى السياسي، ولن يحنوا رؤوسهم في وجه مطالب غير قانونية".
يميني متطرف مثير للقلق
وأحدث قرار منح بن غفير حقيبة الأمن القومي جدلاً واسعاً في إسرائيل وخارجها؛ حيث يتضمن سجله إدانات عام 2007 بالتحريض ضد العرب، ودعم جماعة يهودية متشددة موضوعة على قوائم مراقبة الإرهاب في إسرائيل بالولايات المتحدة.
إلا أن بن غفير، الذي يعمل محامياً حالياً، يقول إن مواقفه أصبحت أكثر اعتدالاً، وصارت تتضمن الدعوة لطرد من يعتبرهم إرهابيين أو خونة وليس كل العرب. وقوبلت مواقفه المعدلة بتشكك واستخفاف من الفلسطينيين.
بينما قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي: "بن غفير يريد أن ينتقل من شخص مشاكس، مخالف للقانون، عنصري، إرهابي، إلى شخص يمتلك الصلاحيات الرسمية لكي يحول العنصرية والكراهية والحقد ضد العرب إلى سياسة رسمية حكومية، من خلال تبوُّئه لمناصب رسمية".
كان للتعيين المُرجح لابن غفير صداه داخل الجيش الإسرائيلي. وجرى وقف جندي عن العمل، يوم الجمعة، بعد تصوير مقطع له وهو يحذر نشطاء مؤيدين للفلسطينيين في مدينة الخليل بالضفة الغربية بالقول: "بن غفير سيمزق هذا المكان".
ومنذ تكليف بن غفير من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بتشكيل الحكومة في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، يجري نتنياهو مفاوضات مع قادة أحزاب معسكر اليمين لتشكيل ائتلافه الحكومي، ضمن مهلة زمنية تستمر 28 يوماً، يمكن تمديدها مدة 14 يوماً بموافقة الرئيس.