بسبب خدمته امرأة غير محجبة! محافظ مدينة إيرانية يقيل مدير مصرف من منصبه

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/27 الساعة 10:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/27 الساعة 10:38 بتوقيت غرينتش
تشهد مناطق مختلفة في إيران احتجاجات ضد السلطات - رويترز

عاقبت السلطات الإيرانية مدير مصرف في محافظة قم، بسبب خدمته امرأة لم تضع الحجاب الإلزامي المفروض بالبلاد، وقررت إقالته من منصبه، في وقت تشهد فيه مناطق مختلفة من إيران احتجاجات على خلفية وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، في أعقاب توقيفها من قبل "شرطة الأخلاق". 

جاء ذلك بحسب ما أوردته وسائل إعلام محلية إيرانية، الأحد، 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ونقلت وكالة "مهر" عن نائب محافظ قم، أحمد حاجي زاده، قوله إن  "مدير أحد المصارف في محافظة قم، الذي قدم خدمات مصرفية، الخميس، لامرأة غير محجبة، تمت إقالته من منصبه بأمر من المحافظ".

أضاف زاده أن "تنفيذ القانون المتعلق بارتداء الحجاب في المؤسسات الحكومية من مسؤولية مديرها"، فيما أشارت الوكالة الإيرانية إلى أن "فيديو المرأة غير المحجبة أثار الكثير من ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي".

يلزم القانون في إيران منذ "الثورة الإسلامية" عام 1979 جميع النساء بارتداء الحجاب الذي يغطي الرأس والرقبة، وتملك الدولة الغالبية العظمى من البنوك في إيران، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية. 

تأتي إقالة مدير هذا المصرف، فيما تشهد إيران احتجاجات اندلعت على أثر وفاة أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، بعد اعتقالها في طهران لعدم تقيّدها بقواعد اللباس المحتشم الصارمة في إيران. 

شاركت العديد من النساء بشكل بارز في الاحتجاجات، ولوّحت بعضهن بالحجاب وخلعنه في الشوارع. 

أسفرت الاحتجاجات عن قتل عشرات الإيرانيين معظمهم من المحتجّين، إضافة إلى سقوط قتلى بصفوف قوات الأمن، بينما اعتُقل الآلاف، وفقاً للسلطات الإيرانية التي تواجه اتهامات بعدم تقديم أرقام دقيقة. 

تشكل الاحتجاجات أحد أكبر التحديات التي واجهها الحكام من رجال الدين الشيعة في إيران منذ وصولهم إلى السلطة في 1979، وكانت السلطات الإيرانية قد قمعت موجات احتجاج من قبل في نهاية المطاف.

مواجهة الاحتجاجات 

في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن "الحرس الثوري" عزز وجوده في مناطق كردية مضطربة، ضمن حملة تهدف لاحتواء الاحتجاجات. 

من جانبه، جدد الزعيم الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، دعمه لقوات "الباسيج" التي تتولى مهمة التصدي للاحتجاجات في البلاد، وقال إن "أفراد قوات الباسيج ضحوا بأرواحهم"، فيما وصفها بأحداث الشغب. 

وكانت قوات "الباسيج" التابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني في طليعة حملة نفذتها الدولة لقمع الاحتجاجات على مدار الأسابيع الماضية، وقال خامنئي في كلمة بثها التلفزيون، السبت، 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2022: "ضحوا بأرواحهم لحماية الشعب من مثيري الشغب… وجود الباسيج يظهر أن الثورة الإسلامية بخير".

كان المحتجون، وفي تحدٍّ للسلطات الحاكمة في إيران، قد أحرقوا صوراً لخامنئي ونادوا بسقوط النظام، وذلك في وقت تتهم المؤسسة الدينية الإيرانية أعداءها في الخارج، خصوصاً الولايات المتحدة، وعملاءهم بالوقوف وراء الاضطرابات، بحسب تعبيرها. 

تحميل المزيد