أوكرانيا: مؤشرات لانسحاب روسي من محطة زابوريغيا النووية.. والثلج “يشل” كييف مع انقطاع الكهرباء والتدفئة

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/27 الساعة 18:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/27 الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش
الثلج في كييف - رويترز

قال رئيس شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية، الأحد 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن هناك مؤشرات على أن القوات الروسية ربما تستعد لمغادرة محطة (زابوريغيا) الضخمة للطاقة النووية، التي تسيطر عليها منذ مارس/آذار 2022. 

وستشكل مثل هذه الخطوة تحولاً كبيراً في ساحة المعركة في منطقة زابوريغيا الخاضعة للاحتلال الجزئي في جنوب شرق البلاد، والتي لم يشهد خط الجبهة فيها تغيراً يذكر منذ شهور. ولطالما أثار القصف المتكرر في محيطها المخاوف من وقوع كارثة نووية.

وقال بيترو كوتين رئيس شركة إنرجو أتوم الأوكرانية للتلفزيون الوطني: "في الأسابيع الأخيرة نتلقى فعلياً معلومات بأن مؤشرات ظهرت على أنهم ربما يستعدون لمغادرة (المحطة)".

وأضاف "مبدئياً، هناك عدد كبير جداً من التقارير في وسائل الإعلام الروسية تفيد بأن الأمر يستحق إخلاء (المحطة) وربما نقل السيطرة (للوكالة الدولية للطاقة الذرية)" التابعة للأمم المتحدة. وتابع: "هناك انطباع بأنهم يحزمون حقائبهم ويسرقون كل ما يستطيعون".

وتتبادل روسيا وأوكرانيا، التي شهدت أسوأ حادثة نووية في العالم في تشرنوبيل عام 1986، الاتهامات منذ أشهر بقصف مجمع محطة زابوريغيا، التي لم تعد تولد طاقة.

ورداً على سؤال عما إذا كان من السابق لأوانه الحديث عن مغادرة القوات الروسية للمحطة، قال كوتين للتلفزيون: "هذا مبكر جداً. لا نتوقع حدوثه الآن، لكنهم يستعدون (للمغادرة)".

ثلوج تغطي كييف 

يأتي ذلك في الوقت الذي تساقطت الثلوج في كييف وظلت درجات الحرارة قرب درجة التجمد الأحد، بينما يعاني الملايين في العاصمة الأوكرانية وحولها من انقطاعات الكهرباء والتدفئة المركزية بسبب موجات القصف الجوي الروسي.

ومع تزايد تدريجي في برودة الطقس، تتزايد احتياجات ومتطلبات المستهلكين من الطاقة حتى رغم مُسارعة عمال الصيانة لإصلاح منشآت الكهرباء المدمرة، وفقاً لشركة أوكرنرجو المشغلة لشبكة الكهرباء.

وأضافت الشركة أن منتجي الكهرباء لم يتمكنوا بعد من استئناف الإمدادات بكامل الطاقة بعد هجمات صاروخية روسية يوم الأربعاء، وأن لا خيار أمامها سوى ترشيد المتاح بفرض انقطاعات في التيار.

أردفت الشركة على تليغرام: "نظام القيود على الاستهلاك لا يزال قيد التطبيق بسبب عجز في القدرة يبلغ حالياً نحو 20%".

واستهدفت موسكو بنية تحتية حيوية في الأسابيع القليلة الماضية عبر موجات من الضربات الجوية تسببت في انقطاعات واسعة النطاق في الكهرباء وقتلت مدنيين.

وتسببت ضربات جديدة شنتها روسيا الأربعاء، في أسوأ أضرار تلحق حتى الآن بشبكة الكهرباء الأوكرانية منذ بدء الصراع قبل نحو تسعة أشهر، مما ترك الملايين دون إنارة أو مياه أو تدفئة مع هبوط درجات الحرارة لما دون الصفر.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء السبت، إن القيود على استخدام الكهرباء موجودة في 14 من أصل 27 منطقة في بلاده. وأضاف أن تلك القيود تؤثر على ما يزيد عن مئة ألف عميل في كل منطقة. وشملت المناطق المتضررة العاصمة كييف ومحيطها.

وقال زيلينسكي في خطابه الليلي اليومي عبر الفيديو: "إذا زاد الاستهلاك في المساء عدد انقطاعات الكهرباء سيرتفع" مكرراً مناشدة المواطنين ترشيد استهلاك الكهرباء.

تابع قائلاً: "هذا يوضح من جديد مدى أهمية ترشيد الكهرباء الآن واستهلاكها بتعقل".

وتظهر توقعات الطقس أن الثلوج ستستمر في التساقط على كييف، التي كان يقطنها نحو 2.8 مليون نسمة قبل الحرب، حتى منتصف الأسبوع، بينما من المتوقع أن تظل درجات الحرارة دون الصفر.

وقال سيرجي كوفالينكو كبير مسؤولي العمليات في شركة ياسنو التي تزود كييف بالطاقة أمس السبت، إن الوضع في المدينة قد تحسن لكنه لا يزال "صعباً للغاية". وأشار إلى أن السكان سيُتاح لهم أربع ساعات على الأقل من الكهرباء يومياً.

كتب على صفحته على فيسبوك: "إذا لم تحصل على أربع ساعات على الأقل من الكهرباء في اليوم الفائت، اكتُب لشبكات كييف الكهربائية (دي.تي.إي.كيه) والزملاء سيساعدونك في معرفة ما هي المشكلة".

وياسنو هي ذراع التجزئة لشركة (دي.تي.إي.كيه)، أكبر مزود من القطاع الخاص للطاقة في أوكرانيا.

وقالت شركة أوكرنرجو إن انقطاع الكهرباء سيستمر، وحثت على استخدام الكهرباء في حدود.

وقالت في بيان على تليغرام أمس السبت: "نود أن نذكركم بأن كل أوكراني عادت الكهرباء لمنزله يمكن أن يساعد في إعادتها للآخرين بشكل أسرع، وذلك ببساطة عن طريق الترشيد في استهلاك الكهرباء".

تقول روسيا إنها منذ بدأت العملية العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط لم تستهدف المدنيين، بينما قال الكرملين يوم الخميس إن كييف بوسعها "إنهاء معاناة" شعبها من خلال تلبية مطالب روسيا لحل الصراع.

واتهمت أوكرانيا الكرملين أمس السبت، بإحياء أساليب "إبادة جماعية" انتهجها جوزيف ستالين لدى إحياء كييف ذكرى مجاعة من العهد السوفييتي قتلت ملايين الأوكرانيين في شتاء 1932-1933.

وكتب زيلينسكي على تليغرام: "أرادوا تدميرنا ذات مرة بالجوع والآن بالظلام والبرد.. لا يمكن كسرنا".

تحميل المزيد