فتح الاتحاد الدولي لكرة القدم تحقيقاً، السبت 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بسبب تعليق لافتة سياسية تتعلق بدولة كوسوفو، في غرفة تبديل ملابس منتخب صربيا قبل مواجهته منتخب البرازيل في كأس العالم 2022.
الصورة التي تم تداولها عبر مواقع التواصل، وأظهرت خريطة لصربيا تضم أراضي "كوسوفو"، والتي تعد دولة مستقلة منذ ما يقرب من 15 عاماً، وشعاراً بمعنى "لا استسلام".
بحسب ما نشر مغردون، فإن اللافتة علقت في غرفة تبديل الملابس قبل خسارة صربيا بنتيجة 0-2 أمام البرازيل الخميس، خلال منافسات كأس العالم 2022، الجارية حالياً في قطر.
بحسب وكالة رويترز، فقد فتح فيفا التحقيق، استناداً إلى مادة من قانون الانضباط الخاصة به والتي تغطي سوء السلوك بما في ذلك "الإيماءات أو الإشارات أو اللغة الهجومية" و"استخدام حدث رياضي للتظاهرات ذات الطبيعة غير الرياضية".
يأتي ذلك بعد أن تقدم اتحاد كرة القدم في كوسوفو بشكوى رسمية إلى فيفا. ووصف وزير الرياضة بالبلاد الصورة بأنها تستغل كأس العالم للترويج "لرسائل الكراهية ورهاب الأجانب والإبادة الجماعية".
أزمة كادت تنفجر
والخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل إن كوسوفو وصربيا توصلتا إلى اتفاق في بروكسل بوساطة الاتحاد الأوروبي، لإنهاء نزاع استمر قرابة عامين بشأن لوحات ترخيص السيارات في شمال كوسوفو، والذي حذر الغرب من أنه قد يؤدي إلى عنف عرقي.
وكتب بوريل على تويتر قائلاً: "لدينا اتفاق"، وأضاف: "مسرور جداً للإعلان عن اتفاق المفاوضين الرئيسيين في كوسوفو وصربيا بوساطة الاتحاد الأوروبي على إجراءات لتجنب المزيد من التصعيد والتركيز بشكل كامل على الاقتراح الخاص بتطبيع العلاقات بينهما".
كانت كوسوفو تعتزم البدء في إصدار غرامات اعتباراً من الخميس لنحو عشرة آلاف سائق صربي يواصلون استخدام لوحات ترخيص صربية.
وتصاعد التوتر بين البلدين الجارين نهاية يوليو/تموز؛ عقب دخول قانون أعلنت عنه حكومة كوسوفو حيز التنفيذ، قبل أن تتراجع وتؤجل سريانه لشهر؛ بغية تهدئة الوضع.
ويلزم القانون الجميع وضمنهم الصرب الذين يعيشون في كوسوفو، بالحصول على بطاقة هوية من إصدار البلد واستبدال لوحات السيارات القادمة من صربيا المجاورة بلوحات من إصدار كوسوفو.
ويرفض نحو 50 ألفاً من الصرب الذين يعيشون هناك الاعتراف بسلطة بريشتينا ولا يزالون يعتبرون أنفسهم جزءاً من صربيا.
وفي علامة على العصيان بسبب قضية لوحات السيارات، استقال ما يقرب من 600 من ضباط الشرطة من الأقلية الصربية، تلاهم قضاة ومدعون عامون وموظفون آخرون من وظائفهم هذا الشهر.
وفي عام 2013، التزمت كوسوفو وصربيا بإجراء حوار برعاية الاتحاد الأوروبي لحل جميع القضايا المتبقية بينهما، ولكن دون إحراز تقدم يذكر.
وانفصلت كوسوفو التي يمثل الألبان أغلبية سكانها، عن صربيا عام 1999 وأعلنت استقلالها عنها عام 2008، لكن بلغراد ما زالت تعتبرها جزءاً من أراضيها، وتدعم أقلية صربية في كوسوفو.
واعترفت 110 دول بإعلان استقلال كوسوفو لعام 2008، لكن ليس من بينها صربيا وروسيا والصين وخمس دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي. ولا يزال لدى حلف شمال الأطلسي نحو 3700 جندي حفظ سلام على الأرض للحفاظ على السلام الهش.