أوكرانيا غارقة بالظلام والبرد.. الحكومة تحاول إعادة الكهرباء للسكان ورفع معنوياتهم

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/25 الساعة 10:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/29 الساعة 17:44 بتوقيت غرينتش
انقطاع التيار الكهربائي الطارئ في أوديسا الأوكرانية/ gettyimages

تعكف السلطات الأوكرانية، الجمعة 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، على تصليح منشآت الطاقة المتضررة في البلاد لا سيما العاصمة كييف، بعد ضربات روسية مكثفة استهدفت بنية الطاقة التحتية في الأسابيع الأخيرة، متسببة بانقطاع خدمات الكهرباء والمياه والإنترنت في مناطق متفرقة بأوكرانيا.

الضربات الروسية جعلت قطاع الطاقة في أوكرانيا على "شفير الانهيار" فيما يعاني ملايين الأشخاص من انقطاعات طارئة في الأسابيع الأخيرة، إذ تعاني حوالي 15 منطقة مشاكل إمدادات مياه وكهرباء، بحسب "فرانس 24".

يتزامن ذلك مع صعوبة فصل الشتاء الذي حلَّ فجأة وسط أزمة الحرب المستمرة منذ 9 شهور، حينما أعلنت روسيا عن إطلاق "عملية خاصة" في فبراير/شباط مطلع العام الحالي.

قصف على العاصمة الأوكرانية كييف / رويترز
قصف على العاصمة الأوكرانية كييف / رويترز

وفي كييف حيث تتساقط الأمطار الجليدية فيما الحرارة تقارب الصفر مئوية، يعاني 60% من السكان من انقطاعات في التيار، وفق ما ذكرت بلدية العاصمة الأوكرانية مع عودة الكهرباء تدريجياً. بينما أعيد وصل ثلاث محطات نووية تسيطر عليها كييف بالشبكة.

في السياق، نقلت "فرانس 24" عن مدير شبكة "دي تي إي كاي" دميترو ساخاروك "سنعيد تدريجاً التيار ساعتين إلى 3 ساعات إلى حين نتمكن من زيادة كمية الكهرباء الواردة إلى كييف"، فيما أعيدت خدمة المياه مساء الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني، بحسب البلدية.

"شعب عصيّ على الكسر"

في سياق متصل، قال الرئيس الأوكراني في خطاب ليلي مصور، الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني: "لقد تحملنا معاً حرباً شاملة على مدار تسعة أشهر، ولم تجد روسيا طريقة لكسرنا، ولن تجد لذلك سبيلاً، فنحن شعب عصي على الكسر". 

كما اتهم زيلينسكي روسيا بقصف مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا التي تخلت عنها في وقت سابق من هذا الشهر، مضيفاً أنه في الوقت الذي تُستعاد فيه الكهرباء والتدفئة والاتصالات والمياه تدريجياً، لا تزال هناك مشاكل في إمدادات المياه في 15 منطقة.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي/رويترز
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي/رويترز

وقالت السلطات المحلية إن سبعة قتلوا وأصيب 21 في هجوم روسي الخميس. في حين أظهرت صور الأقمار الصناعية لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) أن أوكرانيا باتت بقعة مظلمة على الكرة الأرضية ليلاً. 

في الوقت ذاته، قال زيلينسكي لصحيفة فايننشال تايمز خلال مقابلة نشرت الجمعة 25 نوفمبر/تشرين الثاني، إن ضربات هذا الأسبوع أوجدت وضعاً لم نشهده منذ 80 أو90 عاماً- "دولة في القارة الأوروبية لا يوجد فيها ضوء على الإطلاق".

"نقاط لا تُقهر"

كانت أوكرانيا أطلقت الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني، مشروعاً لتوفير خدمات الكهرباء والمياه والإنترنت، وذلك بعدما أنشأت "نقاطاً لا تُقهر" في العديد من المدن والبلدات الأوكرانية، في ظل انقطاع تلك الخدمات الأساسية نتيجة الهجمات التي نفذتها القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة، مستهدفة بشكل خاصٍ البنى التحتية للطاقة الحيوية. 

يهدف مشروع "نقاط لا تُقهر" إلى معالجة مشاكل الطاقة في البلاد؛ حيث يتم توفير مياه الشرب، والمشروبات الساخنة، والأدوية، ولعب الأطفال للمدنيين المحتاجين، إضافة إلى التدفئة وخدمة الإنترنت المجانية، حيث يحضر الناس لشحن هواتفهم والأجهزة الكهربائية الأخرى.

أشخاص يملأون زجاجات بالمياه بالقرب من نهر دنيبرو بعد انسحاب الجيش الروسي من خيرسون / رويترز
أشخاص يملأون زجاجات بالمياه بالقرب من نهر دنيبرو بعد انسحاب الجيش الروسي من خيرسون / رويترز

وأصبحت النقاط المذكورة بعد أن دخلت الخدمة في دنيبرو، إحدى أكبر المدن في البلاد، حلاً للسكان في هذه الفترة مع الطقس البارد، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول، الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2022. 

ونظراً إلى عدم وجود اتصال هاتفي وخدمة إنترنت في المدينة، يأتي المدنيون إلى هذه النقاط ويحاولون معرفة آخر تطورات الحرب في البلاد. 

زلاتا ستريوكوفا (31 عاماً)، والتي جاءت إلى نقطة داخل خيمة كبيرة في دنيبرو، قالت لـ"الأناضول" إنها أحضرت ابنتها البالغة من العمر 9 سنوات وأطفال جارتها للاستدفاء، مضيفة: "نشحن الهواتف والبطاريات هنا أيضاً". 

من جهته، قال سيرغي تكاك (43 عاماً)، إنه جاء إلى نقطة افتُتحت في منطقة أخرى للاستدفاء مع زوجته، مؤكداً الأهمية الكبيرة لافتتاح مثل هذه النقاط بالنسبة للمواطنين.

ومنذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت روسيا صواريخ مرة واحدة في الأسبوع تقريباً في محاولة لتدمير شبكة الكهرباء الأوكرانية. 

وتعترف موسكو بمهاجمة البنية التحتية الأساسية، قائلة إنها تهدف إلى الحد من قدرة أوكرانيا على القتال ودفعها للتفاوض. أما كييف فتقول إن مثل هذه الهجمات جريمة حرب.

تحميل المزيد