قالت شركة أبل، الجمعة 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إنها تعمل على حلِّ شكاوى العمال في أكبر مصنع لإنتاج هواتف آيفون في العالم بالصين، وذلك بعد أن انتشرت مقاطع فيديو لقوات الشرطة الصينية وهي تضرب العاملين المحتجين في المصنع، ما دفع عمالاً للرحيل الجماعي عن المصنع، بحسب ما نقلت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية.
وانتقدت منظمات واتحادات عمالية شركة أبل لتقاعسها عن حماية حقوق العمال في مجمع "تشنغتشو" الصناعي، الذي تديره شركة "فوكسكون" التايوانية للإلكترونيات، والذي تُصنع فيه معظم إصدارات "آيفون 14" في العالم.
واشتبكت مجموعات من العمال مع الشرطة، الثلاثاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني، سخطاً على تأخر المكافآت وتردي ظروف العمل بالمصنع، علاوة على اضطراب العمل بسبب الإجراءات المشددة لمكافحة التفشي الجاري لفيروس كورونا بالمصنع منذ أكثر من شهر.
وزعمت "فوكسكون"، الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني، أن "خطأ إدخال في نظام الكمبيوتر" وقع أثناء عملية إدراج إلكتروني بالشركة، ما أدى إلى حصول موظفين جدد على عقود عمل مخصصة للعمال الحاليين. وقالت الشركة إنها عازمة على الوفاء بما اتفقت عليه من مستحقات مع العاملين لديها، وبما يتماشى مع عروض التوظيف الرسمية.
اقرأ أيضاً
تفاصيل العروض الجديدة
وكشفت رسائل نصية موجهة من قسم الموارد البشرية بالشركة، واطلعت عليها صحيفة The Wall Street Journal، أن شركة فوكسكون عرضت مبلغاً قدره 10 آلاف يوان، أي ما يعادل 1400 دولار، للعمال المعينين حديثاً الذين يريدون ترك وظائفهم والعودة إلى ديارهم.
أشارت مقاطع بث مباشر بالفيديو من موقع الاحتجاج، إلى أن كثيراً من هؤلاء العمال قبِلوا عرض الشركة، واصطفوا في طوابير طويلة مع أمتعتهم، قبل ركوب الحافلات المغادرة إلى المصنع، الخميس 25 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال عامل للصحيفة إنه كان واحداً من حشد كبير من الناس الذين انتظروا أكثر من ساعة لركوب حافلة الشركة التي نقلته وزملاءه إلى محطة القطار، وأضاف أنه تلقى الدفعة الأولى من المستحقات الموعود بها.
زادت موجة مغادرة العمال من الضغوط الواقعة على عمليات إنتاج هواتف "آيفون 14"، وقالت شركة أبل من قبل إن شحنات آيفون الجديدة ستصدر بوتيرة أقل من المتوقع بسبب الاضطرابات الجارية في المصنع، إثر التفشي الأخير لفيروس كورونا بين العمال.
من جهة أخرى، توقع مينغ شي كيو، المحلل في شركة TF International Securities لخدمات الاستثمار، أن يؤدي نقص العمال بالمصنع بسبب تفشي كورونا، وقبل اضطرابات هذا الأسبوع، إلى تضرر الطاقة الإنتاجية العالمية لأجهزة آيفون بنسبة 10% تقريباً. وقال المدير المالي لشركة أبل في أكتوبر/تشرين الأول إن الشركة اضطرت إلى تقييد العروض المتاحة لطرازات آيفون 14 الجديدة رغم الطلب القوي عليها.
وعلى الرغم من تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي، فإن الطلب على الهواتف المتطورة، مثل "آيفون 14 برو" و"آيفون 14 برو ماكس" -التي يُصنع معظمها في موقع تشنغتشو التابع لشركة فوكسكون بالصين- أعلى من الطلب على الهواتف الأقل جودة.
وذكرت صحيفة WSJ أن اضطرابات الإنتاج المرتبطة بسياسة الصين المشددة لمكافحة كورونا دفعت شركة أبل إلى النظر في توسيع الإنتاج خارج الصين، لا سيما في الهند وفيتنام. وقد حاولت أبل أيضاً زيادة إنتاج هواتف "آيفون 14" في مواقع أخرى بالصين منذ تفشي فيروس كورونا في مصنع تشنغتشو.