طائرات صينية مسيّرة تثير مخاوف أمريكا من التجسس.. بوليتيكو: حلّقت بالمجال الجوي المحظور فوق واشنطن

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/24 الساعة 16:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/25 الساعة 04:54 بتوقيت غرينتش
الطائرات الصينية المسيرة من طراز ch-4/ ويكيميديا

كشف تقرير لموقع Politico الأمريكي، الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن نواباً أمريكيين في لجان مجلس الشيوخ للأمن الداخلي والتجارة والاستخبارات تلقوا تقارير إحاطةٍ سرية من وكالات فيدرالية وخبراء، يُفصحون فيها عن مخاوف بشأن دخول طائرات مسيرة صينية الصنع إلى المجال الجوي المحظور بالعاصمة الأمريكية واشنطن، بحسب ما نقله موقع Insider الأمريكي.

وقال تقرير الموقع إن بعض المستخدمين أجروا تعديلات على طائرات مسيرة ترفيهية تصنعها شركة DJI الصينية؛ للاحتيال على القيود التي تمنع تحليق تلك الطائرات في المناطق المحظورة. واستدعى ذلك مخاوف من المسؤولين بشأن إمكان التلاعب بالطائرات المسيرة أو اختراقها لأغراض التجسس، وإن قال مسؤولون لموقع Politico إنه ليس لديهم ما يشير إلى أن الحكومة الصينية تتحكم في هذه الطائرات حالياً.

"خطر حقيقي"

بدوره، قال السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي، إن "أي منتج تكنولوجي مصدره الصين أو تنتجه شركة صينية يحمل في طياته خطراً حقيقياً، وثغرة يمكن استخدامها ضدنا الآن وفي أوقات النزاع".

وزعم روبيو أن هذه المسيّرات "صُنعت في الصين أو أنتجتها شركات صينية، لكنهم يضعون عليها ملصقات لشركة غير صينية تُعيد تغليفها؛ حتى لا تعرف أنك اشتريت [منتجاً صينياً]"، ولكن الواقع أن "أي منتج تكنولوجي يمكن التحكم فيه ببرمجيات أو أجهزة إنما هو ثغرة يمكن استغلالها في أي لحظة".

في المقابل، قال متحدث باسم شركة DJI الصينية، لموقع Politico، إن الشركة، وإن كانت تبذل جهدها لضمان اتباع العملاء للوائح والقواعد المنظمة، فإنه "لا يمكنها السيطرة على سلوك المستخدمين النهائيين لمنتجاتها".

تحركات أمريكية

كان البنتاغون قد أعلن في يوليو/تموز 2021، أن الأنظمة التكنولوجية التي تصنعها شركة DJI Technology الصينية "تمثل خطراً محتملاً على الأمن القومي الأمريكي"، ومن ثم قررت وزارة الدفاع الأمريكية في أكتوبر/تشرين الأول 2021، إدراج الشركة الصينية ضمن القائمة السوداء للشركات التي لها صلات مزعومة بالجيش الصيني، ما يمهد الطريق لفرض عقوبات عليها.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان أصدرته في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن "الوزارة عازمة على كشف استراتيجية الاندماج العسكري والمدني في جمهورية الصين الشعبية، والتصدي لها، لأنها تساند أغراض التحديث الذي يسعى إليه الجيش الصيني، وتستعين الوزارة لذلك بسبل الوصول والتحقق من التقنيات المتقدمة والخبرات التي تكتسبها وتطورها الشركات الصينية والجامعات وبرامج البحث التي تعمل تحت راية الكيانات المدنية".

إحدى الطائرات الصينية بدون طيار في معرض باريس الجوي 2017، رويترز
إحدى الطائرات الصينية بدون طيار في معرض باريس الجوي 2017، رويترز

يُذكر أن التوترات بين الولايات المتحدة والصين بلغت حداً غير مسبوق في السنوات الأخيرة، وصار العمل على مواجهة النفوذ العالمي المتزايد لبكين أحد الأمور القليلة التي يُجمع عليها نواب الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة. 

في السياق، صرح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأن الولايات  المتحدة والصين في منافسة للهيمنة على القرن الحادي والعشرين. ومع ذلك، فإن الاضطراب العالمي الذي أعقب الحرب الروسي على أوكرانيا أدَّى بالبلدين إلى الأخذ بخطابٍ أكثر حذراً بشأن التنافس المتصاعد بينهما.

ومع ذلك لا تزال المحاذير بشأن النشاطات الصينية في الولايات المتحدة قضية تحظى باهتمام كبير في واشنطن، ولا تزال المشاكسات غالبة على جدل العلاقات بين البلدين. وفي هذا السياق أثار مكتب التحقيقات الفيدرالي ونواب بالكونغرس في الأيام الماضية مخاوف بشأن المزاعم التي تتحدث عن "مراكز سرية للشرطة الصينية" في قلب الولايات المتحدة، وتستخدمها الصين لتعقُّب المنشقين والمعارضين.