قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لنظيره الروسي سيرغي شويجو في اتصال هاتفي، الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن "أنقرة ستواصل الرد على الهجمات التي تنطلق من شمال سوريا وتستهدف المناطق المدنية والمواطنين الأتراك".
بحسب بيان لوزارة الدفاع التركية، فإن الوزير أكار أبلغ نظيره الروسي أن "أولوية تركيا هي درء التهديدات الإرهابية (من شمال سوريا) بشكل دائم"، مشيراً إلى ضرورة الالتزام بالاتفاقيات السابقة بشأن هذه القضية.
مطالب روسية وأمريكية
يأتي ذلك بعدما حثّ المفاوض الروسي الكبير ألكسندر لافرنتييف، الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني، تركيا على الامتناع عن شن هجوم بري واسع النطاق في سوريا، "لأن مثل هذه الأعمال قد تؤدي إلى تصعيد العنف".
في سياق متصل، صدرت تصريحات أمريكية طالبت تركيا بوقف ضرباتها الجوية على معاقل تنظيمات تقول أنقرة إنها تابعة لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً عند الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كذلك.
والأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن الضربات الجوية التي نفَّذتها تركيا في الآونة الأخيرة في شمالي سوريا هدَّدت سلامة العسكريين الأمريكيين، وإن الوضع المتصاعد يعرِّض للخطر التقدم الذي أُحرز على مدى سنوات ضد مقاتلي تنظيم داعش.
المتحدث باسم البنتاغون، البريجادير جنرال بات رايدر، طالب بخفض التوتر في الشمال السوري، وقال في بيان: "الضربات الجوية الأخيرة في سوريا تهدد بشكل مباشر سلامة العسكريين الأمريكيين الذين يعملون في سوريا مع شركاء محليين لهزيمة تنظيم الدولة، والاحتفاظ باحتجاز أكثر من عشرة آلاف معتقل من التنظيم".
وأضاف أن الولايات المتحدة تعترف "بمخاوف تركيا الأمنية المشروعة"، وأردف: "التهدئة الفورية ضرورية من أجل الحفاظ على التركيز على مهمة هزيمة تنظيم الدولة، وضمان سلامة وأمن العسكريين على الأرض".
تحرك عسكريّ تركيّ
تأتي التصريحات الأمريكية والروسية، بعد أن أعلنت تركيا فجر الأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني، إطلاق عملية "المخلب- السيف" الجوية ضد مواقع تنظيم "واي بي جي/ بي كي كي" شمالي العراق وسوريا.
فيما تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"اجتثاث الإرهابيين من مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب"، شمالي سوريا؛ إذ قال أردوغان في كلمة ألقاها أمس الأربعاء، خلال مشاركته في اجتماع الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة: "سننقضّ على الإرهابيين براً أيضاً في الوقت الذي نراه مناسباً".
وأكد أن العمليات التي نفّذتها تركيا بالمقاتلات والمدفعيات والطائرات المسيرة، في إطار عملية "المخلب – السيف"، "ما هي إلا بداية".
وجاءت الغارات التركية بعد وقوع تفجير في منطقة تقسيم بمدينة إسطنبول، الأحد 13 نوفمبر/تشرين الثاني، أدى إلى مقتل 6 مواطنين أتراك وإصابة 81 شخصاً آخرين.
واتهمت تركيا عناصر "واي بي جي/ بي كي كي" في سوريا بتدبير وتنفيذ التفجير، متوعدة بالقضاء على مصادر التهديد في شمال سوريا والعراق.