تحقق السلطات التايوانية مع ضابط مشتبه في حصوله على مدفوعات شهرية من الصين لسنوات، من أجل جمع معلومات استخباراتية لصالح بكين، والاستسلام لها إذا اندلعت حرب، وهي قضية تعتبرها تايوان بمثابة تسليط للضوء على "التهديد الخطير" الذي يمثله التجسس الصيني.
بحسب وكالة بلومبرغ التي نقلت الخبر، الثلاثاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، فإن الضابط التايواني برتبة عقيد في الجيش، كان يتلقى مبلغاً بقيمة 40 ألف دولار تايواني (1280 دولاراً أمريكي) شهرياً من الصين، بعد تجنيده للتجسس من قبل ضابط عسكري تايواني متقاعد منذ 2019.
الإضرار بأمن الدولة
في السياق، قال ممثلو الادعاء في تايوان، الثلاثاء، إن الضابط متهم بالفساد والإضرار بأمن الدولة، بعد تلقي رشاوى من عميل صيني ليعمل جاسوساً لصالح بكين، "بل إنه وقع خطاباً يتعهد فيه بالاستسلام للصين إذا نشبت الحرب"، حسبما أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
في حين طالب مكتب المدعي العام في مدينة كاوشيونغ بجنوب تايوان بالسجن لمدة 12 عاماً للضابط المتهم، بسبب تلقيه خلال السنوات الأربع الماضية، رشاوى بقيمة 560 ألف دولار تايواني (نحو 18 ألف دولار أمريكي) من عميل صيني كان أيضاً ضابطاً تايوانياً متقاعداً.
وأضاف أن الضابط المتقاعد أقنع العقيد، الذي كان يفكر في ترك القوات المسلحة، بالبقاء في الخدمة حتى يتمكن من رفع الرتب تدريجياً والعمل كجاسوس.
كما لفت الادعاء العام إلى أن العقيد وقع خطاباً يتعهد فيه بالاستسلام في حالة نشوب حرب مع الصين، وفق "سي إن إن".
"تهديد خطير"
بدورها، قالت وزارة الدفاع التايوانية إن الضابط متهم بانتهاك قوانين الأمن القومي ومكافحة الفساد، وإنها ستواصل التعاون مع التحقيق.
أضافت الوزارة: "هذه القضية تسلط الضوء على أن الشيوعيين الصينيين أصبحوا يشكلون تهديداً خطيراً لنا عندما يتعلق الأمر بالتسلل والتجنيد وجمع المعلومات الاستخباراتية وسرقة الأسرار".
كما أشارت في بيان لها، الثلاثاء، إلى أن الوزارة "ستواصل تعزيز تثقيف الضباط والجنود في مجال مكافحة التجسس وتعميق التحقيقات الأمنية".
وخاضت تايوان معارك طويلة ضد ما تصفه بحملة تجسس متواصلة تديرها بكين لتقويض القوات المسلحة التايوانية وزرع الفتنة في صفوفها.
فيما تعتبر الصين تايوان جزءاً "لا يتجزأ" من أراضيها، ولم تتخل قط عن استخدام القوة لوضع الجزيرة تحت سيطرتها.