أكّد مكتب الرئيس البولندي أندريه دودا، الثلاثاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن الرئيس تحدّث الأسبوع الماضي عن انفجار صاروخ في قرية بولندية لشخص اعتقد أنه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكنه كان في الواقع يتحدث إلى مخادع روسي.
وقال مكتب الرئيس إن المكالمة حصلت الأسبوع الماضي، بعدما تم تداول تسجيل صوتي قال مخادعَان روسيان على الإنترنت إنهما وراءه، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.
بحسب رويترز، يملك الزوجان تاريخاً في خداع شخصيات بارزة، ويعتقد أن لهما صلات بأجهزة الأمن الروسية.
من جانبه، قال مكتب دودا: "عقب الانفجار الصاروخي في بجيفودوف، وخلال مكالمات متواصلة مع رؤساء دول وحكومات، كانت هناك مكالمة مع شخص يدّعي أنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون".
أضاف المكتب أن دودا أدرك من خلال الطريقة التي كان يجري بها المتصل المحادثة أنها ربما كانت محاولة للاحتيال، وأغلق الهاتف.
وأكد المخادعان الروسيان "فوفان ولكزس" أنهما كانا وراء المحادثة الهاتفية، وأضافا: "قلنا ذلك على كل وسائل التواصل الاجتماعي، ونشرنا مقطع فيديو".
وفي المكالمة التي أجريت يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني، ادعى شخص بلكنة روسية أنه ماكرون، وتحدث هو ودودا عن الانفجار الصاروخي القاتل قرب الحدود الأوكرانية في وقت سابق من ذلك اليوم.
خلال المكالمة، قال دودا: "أهلاً إيمانويل.. شكراً على مكالمتك. الوضع صعب جداً كما تعلم".
وأضاف أن الانفجار نجم عن صاروخ "أطلق ولا نعرف من المسؤول عنه"، وأنه ينتظر نتائج التحقيق، وتابع: "إيمانويل، صدقني، أنا شديد الحذر. أنا لا ألوم الروس.. لا أريد خوض حرب مع روسيا".
قال دودا أيضاً إن بولندا لا تفكر في التمسك بالمادة 5 من المعاهدة التأسيسية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) التي تتطلب من الدول الأعضاء مساعدة بعضها في حال وقوع هجوم على إحداها.
كما سُئل الرئيس البولندي أيضاً عن المزاعم الروسية بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام قنابل قذرة، وأجاب: "أنا متخوّف أكثر من بعض المشكلات مع محطات الطاقة النووية في أوكرانيا.. أنا متخوّف أكثر من كارثة نووية".
صاروخ أودى بحياة شخصين
كان المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، يوري إغنات، قد قال لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن الصاروخ الذي وقع في بولندا قد يكون مصدره أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، في وقت نفت كييف تورطها بالهجوم، واتهم الرئيس زيلينسكي موسكو باستهداف وارسو.
المسؤول بالجيش الأوكراني كشف للصحيفة الأمريكية تفاصيل معركة عنيفة جرت بالقرب من الحدود البولندية غرب أوكرانيا، عقب إطلاق روسيا ما لا يقل عن 20 صاروخاً خلال دقائق قليلة، لترد عليها الدفاعات الجوية الأوكرانية بثلاثين قذيفة.
وأضاف أن الهجوم كان الأكبر من نوعه، حيث أطلقت روسيا إجمالي 96 صاروخاً، تم إسقاط 77 منها، وأضاف أن الصواريخ التي سقطت على بولندا يمكن أن تكون نتيجة الدفاع الأوكراني، خلال هذه المعركة.
وفي وقت سابق قال حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إن نتائج التحقيق الأولية تُظهر أن الصاروخ الذي سقط على بولندا من المرجح أنه أُطلق من نظام دفاع جوي أوكراني ضد صاروخ روسي، كما رجّحت بولندا هذا الاحتمال أيضاً.
ستولتنبرغ أشار إلى أن التحقيقات مستمرة حول الحادثة، وأكد ضرورة انتظار نتائجها، موضحاً أن سقوط الصاروخ على الأراضي البولندية جاء عقب موجة هجوم صاروخي واسعة من قِبل روسيا، ضد العديد من المناطق الأوكرانية.
أكد ستولتنبرغ أنه لا توجد مؤشرات على أن الصاروخ الذي سقط على الأراضي البولندية، هو "اعتداء متعمد"، وأفاد بأن النتائج الأولية تُظهر أن الصاروخ الذي سقط على بولندا أُطلق من نظام الدفاع الجوي الأوكراني ضد صاروخ كروز روسي.
أضاف ستولتنبرغ أن هذا الأمر "ليس خطأً أوكرانياً"، مشدداً على مواصلة "الناتو" دعم كييف.
كان مسؤولون بولنديون وأمريكيون قد أعلنوا في البداية عن مقتل شخصين، إثر "سقوط صاروخين روسيين طائشين داخل الحدود البولندية، على مقربة من الحدود مع أوكرانيا".
عقب ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه لم يتم توجيه أية ضربات ضد أهداف قرب الحدود الأوكرانيةـ البولندية، واعتبرت الوزارة أن الحديث عن سقوط صواريخ روسية في بولندا يعد "استفزازاً متعمداً بهدف التصعيد".
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.