تعزز القوات الروسية من تحصينها لشبه جزيرة القرم، الواقعة جنوب أوكرانيا، والتي تسيطر عليها موسكو، حيث تقوم بحفر الخنادق لأميال خلف الخطوط الأمامية، وذلك استعداداً لهجمات كبرى من قِبل القوات الأوكرانية، التي تحقق مكاسب لصالحها في المعارك.
صحيفة Telegraph البريطانية، نقلت، الجمعة، 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عن سيرغي أكسيونوف، حاكم المنطقة الذي عينته موسكو، قوله: "تجري أعمال التحصين في إقليم شبه جزيرة القرم، الخاضع لسيطرتي، بهدف ضمان أمن جميع سكان القرم".
أكسيونوف أشار إلى أن هذا يحدث رغم أن الجيش كان يتخذ بالفعل إجراءات لحماية شبه جزيرة القرم، وقالت الصحيفة إن تصريحاته "تؤكد للمخابرات البريطانية أن أولويات موسكو تتحول إلى الدفاع".
وزارة الدفاع البريطانية، كانت قد قالت صباح الجمعة، 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن القوات الروسية تحفر خنادق على طول حدود القرم، وكذلك بالقرب من نهر سيفرسكي دونيتس، بين دونيتسك ولوهانسك.
في بعض الأماكن، يحدث هذا على بُعد 40 ميلاً تقريباً (نحو 64 كيلومتراً) من خط المواجهة، ما يشير إلى أن روسيا تستعد لاختراقات كبيرة من جانب أوكرانيا.
أضافت الوزارة، في تحديثها الاستخباري اليومي: "تواصل القوات الروسية إعطاء الأولوية لإعادة التأهيل وإعادة التنظيم وإعداد الدفاعات عبر معظم القطاعات في أوكرانيا"، بعد الانسحاب من مدينة خيرسون قبل أسبوع.
يأتي هذا بعدما حققت أوكرانيا نجاحاً في هجومها المضاد في مدينة خيرسون الاستراتيجية المتاخمة لشبه جزيرة القرم، إذ دخلت قواتها المدينة وطردت الروس منها يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وسبق ذلك بأسابيع استعادة روسيا لمساحات كبيرة في مقاطعة خاركيف.
كذلك تقول أوكرانيا إنها تعتزم مواصلة القتال حتى تستعيد السيطرة على كل أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها روسيا بشكل غير شرعي عام 2014.
رغم أن الحدود الشمالية لشبه الجزيرة لا تزال على بُعد نحو 50 أو 60 ميلاً من خط المواجهة، فقد وقعت عدة هجمات ناجحة على المنشآت العسكرية الروسية والبنية التحتية في شبه جزيرة القرم، بما في ذلك انفجار في جسر كيرتش الذي يربطها بروسيا في أكتوبر/تشرين الأول 2022.
في الأسبوع الماضي، أظهرت صور الأقمار الصناعية أيضاً على ما يبدو، حفر خنادق جديدة بالقرب من الحدود الشمالية لشبه جزيرة القرم، ما يشير إلى أن موسكو قلقة من إمكانية وصول القوات الأوكرانية إلى شبه الجزيرة.
في سياق متصل، استبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، فكرة إقرار "هدنة قصيرة" مع روسيا، قائلاً إنّها لن تؤدّي إلّا إلى تفاقم الأمور.
زيلينسكي أضاف في تصريحات، بُثّت في منتدى هاليفاكس الدولي للأمن، أنّ "روسيا تبحث الآن عن هدنة قصيرة وفترة راحة لاستعادة قوّتها. يمكن أن يُنظر إلى هذا على أنّه نهاية للحرب، لكنّ مهلة كهذه لن تؤدّي إلّا إلى تفاقم الوضع".
اعتبر زيلينسكي أن "السلام الحقيقي فعلاً والدائم والصادق لا يمكن تحقيقه إلّا عبر التدمير الكامل للعدوان الروسي"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان البيت الأبيض قد كرر في وقت سابق، الجمعة، أن زيلينسكي هو الوحيد الذي يمكنه الموافقة على بدء مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، رافضاً أي فكرة عن وجود ضغوط أمريكية على كييف في هذا الاتجاه.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط الماضي 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.