قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، يوم الأربعاء، 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إنه حاول التواصل مع نظيره الروسي في أعقاب الانفجارات الصاروخية في بولندا، لكنه لم يتمكن من الوصول إليه، بحسب صحيفة The Independent البريطانية.
الصحيفة أشارت إلى أن طاقم الجنرال مارك ميلي حاول الاتصال بالمسؤول العسكري الروسي الرفيع المستوى الجنرال فاليري جيراسيموف بالهاتف لمناقشة الحادث، لكن "دون جدوى".
ولم يوضح ميلي المزيد من التفاصيل عن الجهود المبذولة، لكن الافتقار إلى الاتصالات يثير مخاوف بشأن وجود أزمة تكتنف الاتصالات عالية المستوى بين الولايات المتحدة وروسيا.
كان من الممكن أن تؤدي ضربة ضد بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى خطر اندلاع صراع أكبر إذا اتضح أنَّ روسيا هي من شنت الضربة.
ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن الولايات المتحدة وقادة كباراً آخرين الآن يعتقدون أنَّ الدفاعات الجوية الأوكرانية شنت الضربة على الأرجح للدفاع ضد قصف صاروخي روسي، لكن عدم اليقين ساد لساعات.
إذ قال العديد من مسؤولي الدفاع الأمريكيين إنه من المعتاد أن يكون جيراسيموف غير متاح لإجراء مكالمة، وفقاً للصحيفة.
غياب التواصل أمر مقلق
وفي هذا الصدد، علّق جون تيرني، مدير مركز الحد من التسلح ومنع انتشار الأسلحة في واشنطن قائلاً: "إنَّ غياب التواصل أمر مقلق، لا سيما بالنظر إلى الآثار المحتملة للقصف. تعد خطوط الاتصال المفتوحة حيوية إذا أردنا تجنب مخاطر الصراع الناجم عن سوء الفهم أو سوء التقدير أو الخطأ. إنه لمن المقلق أن تعلم من الجنرال ميلي أنَّ نظيره كان يتعذر الوصول إليه أو لا يرغب في التواصل عندما وقع انفجار في بولندا".
وتحدث الجنرال ميلي مع نظرائه العسكريين في أوكرانيا وبولندا؛ حيث عملت الحكومات بسرعة لتقييم ما إذا كان الصاروخ الذي قتل شخصين في بولندا قد أطلقته روسيا أم أوكرانيا.
جاءت المحادثة في الوقت الذي قال فيه ميلي إنَّ هزيمة روسيا مؤخراً في مدينة خيرسون الجنوبية الرئيسية والتباطؤ المحتمل للعمليات العسكرية في الشتاء قد يوفران فرصة للتفاوض.
كما أكد ميلي، في إفادة بالبنتاغون، يوم الأربعاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني: "تريد التفاوض في وقت تكون فيه في موقف قوة، وخصمك في حالة ضعف.. الجيش الروسي يعاني بشدة"، مستشهداً بخسائر كبيرة في الدبابات الروسية وعربات القتال والطائرات المقاتلة والمروحيات.
وأضاف ميلي أنه إذا تباطأ القتال، فقد يصبح ذلك "نافذة" للمحادثات حول حل سياسي.
التفاوض متروك لأوكرانيا
وأعرب الجنرال ميلي ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن توقعهما بأنَّ تواصل أوكرانيا القتال خلال الشتاء، وستواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها تقديم المزيد من الدعم والأسلحة. وسيكون الأمر متروكاً لأوكرانيا لتحديد أية خطط تفاوضية.
إذ قال أوستن، الذي كان يقدم إفادة أيضاً أمام البنتاغون، "قلنا مراراً وتكراراً إنَّ الأوكرانيين سيقررون ذلك وليس نحن.. سوف ندعمهم طالما احتاجوا ذلك".
أوستن أشار إلى أنَّ الصاروخ الذي سقط في بولندا، يوم الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني، أُطلِق خلال "أكبر موجة من الصواريخ نشهدها منذ بداية الحرب". وأطلقت روسيا يوم الثلاثاء ما يصل إلى 100 صاروخ على أوكرانيا مع تكثيف موسكو لضرباتها الجوية بعد الخسائر الأرضية.
واستبعد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، أن يتمكن أي من الجانبين من تحقيق نصر عسكري بسرعة.
إذ قال إنَّ فرصة اجتياح روسيا، التي تسيطر حالياً على نحو 20% من أوكرانيا، للبلاد بأكملها "تقترب من الصفر".
وتابع أنَّ "مهمة طرد الروس عسكرياً من أوكرانيا مهمة صعبة للغاية.. ولن يحدث ذلك في الأسبوعين المقبلين ما لم ينهَر الجيش الروسي بالكامل، وهو أمر غير مرجح".