الصين تستعين بقدامى المحاربين ومسؤولين متقاعدين لتشغيل أكبر مصنع للآيفون بالعالم.. كورونا تسبب في أزمة عمالة

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/18 الساعة 10:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/18 الساعة 10:31 بتوقيت غرينتش
عمال للرعاية الصحية في الصين/ getty images

لجأت السلطات الصينية إلى قدامى العسكريين والموظفين المتقاعدين لسد أزمة النقص الحاد في العمالة، بعد تفشي جائحة كورونا، فقد شرعت مكاتب تابعة لها في مطالبة المتقاعدين بالعمل مؤقتاً في أكبر مصانع آيفون في العالم وسط الصين.

صحيفة The Times البريطانية قالت، الخميس 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن نقص العمالة بمصنع "فوكسكون" في مدينة تشنغتشو بمقاطعة خنان أدى إلى تأخير إنتاج الطرازات الحديثة من هواتف آيفون.

الصحيفة أوضحت أن شركة آبل أعربت أيضاً عن خشيتها من تضرر خطوط إنتاج هواتف "آيفون 14 برو" و"آيفون 14 برو ماكس"، ما أجبر السلطات المحلية على محاولة تعزيز القوى العاملة بالمصانع.

قدامى المحاربين

على إثر ذلك، أصدر مكتب شؤون قدامى المحاربين في مدينة تشانغي، الواقعة على مسافة ساعة بالسيارة من المصنع بمدينة تشنغتشو، إشعاراً حثَّ فيه الأفراد المتقاعدين من جيش التحرير الشعبي على القدوم "للاضطلاع بمهام ثقال وأعمال عاجلة وصعبة ومحفوفة بالمخاطر" و"الذهاب إلى حيث تشتد الحاجة إليهم". 

وأكد الإشعار أن العمل بالمصنع سيكون آمناً.

 وجاء في الإشعار: "وبينما تستجيب لدعوة الحكومة للعمل في فوكسكون، ينبغي لك أيضاً أن تنشر بين الناس رسالة الحث على العمل، وتبث الإيجابية بينهم وتُحسن توجيههم".

حشد العاملين الحكوميين

في غضون ذلك، أكَّد مسؤولون محليون في مدينة كايفنغ ومدينة جيوان لصحيفة Shanghai Securities News، أنهم تلقوا توجيهات بحشد العاملين الحكوميين للعمل في مصنع فوكسكون. 

وقال مسؤول لم يذكر اسمه للصحيفة: "اقتضت التوجيهات من الكوادر [المسؤولين المحليين] أخذ زمام المبادرة، والحد الأدنى لمدة العمل شهر واحد".

يعمل بمصنع فوكسكون العملاق نحو 200 ألف عامل، وهو يحتل مكانة مهمة في سلسلة التوريد الخاصة بشركة آبل، حيث يجري به تصنيع نصف أجهزة آيفون الجديدة في العالم ونحو 85% من طرازات أجهزة "برو" البالغ عددها 14 طرازاً معروضة في الأسواق. 

يُشار إلى أن المصنع واحد من المنشآت القليلة المجهزة لصناعة هذه الأجهزة الحديثة باهظة الأثمان.

 شهد المصنع مغادرة جماعية لكثير من العمال أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، بعد تفشي فيروس كورونا في المدينة والمنطقة الصناعية، فقد فرَّ آلاف العمال من المجمع سيراً على الأقدام وقطعوا عشرات الكيلومترات للعودة إلى ديارهم.

مخصصات مالية إضافية

من جانبها، ذكرت صحيفة Shanghai Securities News أن بعض بلدات خنان ومناطقها مُنحت مخصصات مالية لتوظيف مزيد من العمالة في مصنع فوكسكون. 

إذ قال مسؤول من مدينة جيوان إن من وافقوا على العمل بالمصنع سيحصلون على مكافأة قدرها 1900 يوان (نحو 267 دولاراً) بعد 30 يوماً.

وعرضت شركة فوكسكون منحةَ احتفاظ بالعامل قدرها 3 آلاف يوان (421 دولاراً) إضافية. وقال المسؤول للصحيفة: "يجدر بالناس أن يسارعوا إلى الالتحاق؛ لأن المنحة ستخفض إلى 2000 يوان (281 دولاراً) بعد ذلك".

أسهم المصنع في توفير أكثر من مليون فرصة عمل في المنطقة. وبلغت حصة مصنع فوكسكون أكثر من 80% من تجارة مدينة تشنغتشو عام 2019. وقد حذرت الحكومة المحلية من عواقب نقص العمال قبل إجازة عيد الميلاد ومواسم البيع الشتوي.

 من جانبه، قال بي ياغون، المحلل المالي والتجاري، إن "مصنع فوكسكون وشركة آبل لا يمكنهما تحمل أي انخفاض بالإنتاج في الوقت الحالي. وإذا تبين أن التداعيات ستكون كبيرة، فإن المصنع والمدينة سيُضطران إلى تسريع وتيرة نقل الإنتاج والطلبات إلى الخارج".

إلا أنه أوضح أنه "إذا انتقلت دورة الطلبات وبُنيت قدرات الإنتاج في الخارج، سيصعب على مدينة تشنغتشو استعادتها، والمدينة ستتعرض لخسائر شديدة الوطأة إذا توقف العمل في مصنع فوكسكون".

تحميل المزيد