انضمت فرنسا وإسبانيا إلى تعهُّد بوقف مبيعات السيارات التي تعمل بالبنزين بحلول عام 2035، أي قبل خمس سنوات مما كان مخططاً له من قبل، في إطار جهود لتسريع الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون.
وأعلن البَلَدان تعهدهما في محادثات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب27) في شرم الشيخ في مصر، من بين مجموعة من الموقعين الجدد على إعلان المركبات ذات الانبعاثات الصفرية، الذي تم إطلاقه في مؤتمر العام الماضي في جلاسكو.
وتعهد الموقعون، بما في ذلك البلدان والبلديات والشركات، بالتحول إلى مبيعات 100% من السيارات عديمة الانبعاثات بحلول عام 2035 في الأسواق الرائدة، وبحلول عام 2040 في جميع أنحاء العالم.
ويبلغ إجمالي عدد الموقعين على التعهد الآن 214 مقارنة مع 130 قبل عام. ومن الآن فصاعداً سيتم الإشراف على إعلان المركبات ذات الانبعاثات الصفرية من قبل مجموعة جديدة، وهي تحالف التسريع إلى الصفر، والتي تهدف إلى مساعدة الموقعين على تنفيذ التزامهم.
اتفاق حظر بيع سيارات البنزين والديزل
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، توصّل الأوروبيون إلى اتفاق يفرض حظر بيع سيارات الديزل والبنزين الجديدة، اعتباراً من عام 2035 في الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وبحسب ما صدر بعد 17 ساعة من المفاوضات، فإن المقترح الذي تبنّاه البرلمان الأوروبي، في يونيو/حزيران الماضي، سيصبح ساري المفعول حال تمريره في البرلمانات الوطنية في تلك الدول، وتبنّته المفوضية الأوروبية.
والاتفاق مرتبط بالأصل بالسياسات المناخية، وبخفض أوروبا لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حيث تتحمل السيارات والشاحنات العاملة بالوقود الأحفوري على طرقات دول المعسكر الأوروبي 12% من مجموع ما تنفثه القارة، بينما قطاع النقل عموماً يتحمل مسؤولية ربع الانبعاثات، وأن يصبح بيع السيارات الحديثة 100% بدون نفث غازات مضرة بحلول 2035، وأن تصبح أكثر بـ55% في 2030 عما هي عليه اليوم، أي بزيادة عن هدف نحو 37% الذي قرر سابقاً، حيث يبدو أن التقصير في الوصول إلى هدف 2030 دفع بتسريع وتوسيع بيع السيارات الهجينة والكهربائية.
ويحرص صانعو السياسات على خفض أو إزالة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من السيارات والشاحنات وأشكال النقل الأخرى مثل الطائرات، وهي مساهم رئيسي في ظاهرة الاحتباس الحراري.
ومن الصعب إزالة الكربون من الطيران والشحن، لكن تقنية الانبعاثات المنخفضة للمركبات الأصغر مستخدمة على نحو جيد وتتوسع بسرعة.
وأظهرت البيانات الصادرة عن مؤسسة بلومبرغ إن.إي.إف للأبحاث، أن 2022 سيكون عاماً قياسياً لمبيعات المركبات عديمة الانبعاثات، في حين تشكل المركبات الكهربائية 13.2% من إجمالي المبيعات في النصف الأول من العام.
مركبات خالية من الانبعاثات
من جانبه، قال ألوك شارما، الذي كان رئيساً لمؤتمر (كوب26)، إن تعهد المركبات الخالية من الانبعاثات "كان علامة بارزة تجمع بين الجهات الفاعلة الرئيسية لتسريع الانتقال إلى مبيعات السيارات الجديدة بنسبة 100% لتصبح صفراً من الانبعاثات بحلول عام 2040، و2035 في الأسواق الرائدة".
شارما أضاف "لا تزال هناك فرص هائلة في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، ولهذا السبب يسعدني إطلاق تحالف التعجيل إلى الصفر رسمياً اليوم. ويوفر هذا التحالف منصة للدول للمضي قدماً بشكل أسرع، ولضمان عدم تخلف أي دولة".
ولمساعدة البلدان النامية على التحول إلى السيارات الكهربائية، قال وزير المناخ البريطاني جراهام ستيوارت، إن بلاده تشارك مع دول أخرى لإطلاق خطة دعم. ويشمل ذلك إنشاء مرفق للاستجابة السريعة للمركبات الخالية من الانبعاثات لتقديم المساعدة الفنية للبلدان، والمساعدة في ربط الحكومات والشركات لتوسيع نطاق الاستثمار.