حصل الجمهوريون، الأربعاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، على الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي، بعد تأمينهم 218 مقعداً، ما يضمن رغم الأغلبية الضئيلة قاعدة تشريعية تُمكنهم خلال العامين المقبلين من معارضة برنامج عمل الرئيس جو بايدن، الذي هنّأ بدوره خصومه الجمهوريين بالفوز، قائلاً إنه سيعمل معهم على تحقيق أهداف الأمريكيين.
وستكون الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب بالكونغرس أقل بكثير مما كان الحزب يأمله، في أعقاب أداء مخيب خلال انتخابات منتصف الولاية، ما أفقدهم السيطرة على مجلس الشيوخ، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وتوقعت شبكتا "إن بي سي" و"سي إن إن" فوز الجمهوريين بما لا يقل عن 218 مقعداً في مجلس النواب، المكون من 435 عضواً، وهو الرقم المطلوب لتحقيق الأغلبية.
بايدن يهنّئ الجمهوريين
وعقب هذا الإعلان هنّأ بايدن زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، كيفن مكارثي، بفوز حزبه، معرباً عن استعداده "للعمل مع الجمهوريين في المجلس لتحقيق نتائج للعائلات الأمريكية العاملة".
إذ قال بايدن إن انتخابات الأسبوع الماضي مثلت "رفضاً قوياً لمنكري نتائج الانتخابات والعنف السياسي والتخويف"، وأظهرت "قوة ومرونة الديمقراطية الأمريكية".
وبعد إعلان نتائج التوقعات، قال مكارثي في تغريدة إن "الأمريكيين مستعدون لاتجاه جديد، والجمهوريون في مجلس النواب مستعدون لتحقيق ذلك".
وتأتي هذه الأنباء بعد يوم من إعلان الرئيس السابق دونالد ترامب ترشحه للانتخابات الرئاسية، رغم خسارة العديد من المرشحين الجمهوريين الذين كان يدعمهم.
ومع ارتفاع التضخم وانهيار شعبية الرئيس الأمريكي كان الجمهوريون يأملون في رؤية "موجة حمراء" تجتاح البلاد، والسيطرة على المجلسين لإجهاض خطط بايدن التشريعية، لكن الرياح جرت بعكس ما يشتهون.
وبدلاً من ذلك اندفع الديمقراطيون إلى صناديق الاقتراع، تُحفزهم قضايا رئيسية بالنسبة إليهم، مثل قرار المحكمة العليا بإلغاء القوانين التي تجيز الإجهاض، والخشية من المرشحين المتطرفين المدعومين من ترامب، والرافضين لنتائج الانتخابات الرئاسية عام 2020.
فيما أدى رفض الناخبين الجمهوريين المعتدلين لبعض المرشحين باعتبارهم متطرفين إلى إضعاف نتائج الحزب الجمهوري أيضاً.
وتمكّن حزب بايدن من انتزاع مقعد رئيسي من الجمهوريين في مجلس الشيوخ في ولاية بنسلفانيا، بالإضافة إلى الاحتفاظ بمقعدين آخرين في ولايتي أريزونا ونيفادا، ما منحه أغلبية منيعة من 50 مقعداً بدون صوت نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وقد تشهد جولة الإعادة على مقعد مجلس الشيوخ في جورجيا، المقرر إجراؤها الشهر المقبل، تعزيز الديمقراطيين لأغلبيتهم.
منافس ترامب بالحزب الجمهوري
ويشرف مجلس الشيوخ المكون من 100 مقعد على إقرار تعيين القضاة الفيدراليين والوزراء، وسيكون وجوده إلى جانب بايدن بمثابة عطية لا تقدر بثمن.
وبعد فوز كيفن مكارثي في اقتراع سري لنواب حزبه، بزعامة الأغلبية الجمهورية، بات في موقع رئيسي لانتخابه رئيساً لمجلس النواب مكان الديمقراطية نانسي بيلوسي.
وأبعد فوز مكارثي البالغ 57 عاماً بزعامة الجمهوريين التحدي الذي يمثله منافسه أندي بيغز، عضو مجمع الحرية اليميني المتطرف، ولكن إلى حين، فيما سبق أن أوضح الجناح المحافظ في الحزب أنه سيضع شروطاً قبل دعم مكارثي، كما أن أي انشقاقات محتملة لليمين المتطرف قد تضع العراقيل أمام انتخابه.
والآن تبدأ الحملة الانتخابية الشاقة لمكارثي، بانتظار أن يجتمع، في 3 يناير/كانون الثاني، النواب المنتخبون حديثاً من الديمقراطيين والجمهوريين، والبالغ عددهم 435 عضواً، لانتخاب رئيس لهم، وهو ثالث أهم منصب سياسي في الولايات المتحدة بعد الرئيس ونائب الرئيس.