تقوم الخارجية الأمريكية بتحضير الأرضية لمفاوضات محتملة بين روسيا وأوكرانيا خلال الشتاء المقبل، بينما يعتقد الكثيرون في البنتاغون أنه ستكون هناك "نافذة" للمفاوضات بين البلدين، وفق ما نقلته صحيفة "Politico" الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين.
الصحيفة الأمريكية أوضحت في تقرير لها، الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن بعض المسؤولين في البنتاغون يعتبرون أنه سيكون من الصعب جداً بالنسبة للقوات الأوكرانية طرد القوات الروسية من جميع الأراضي التي تسعى كييف للسيطرة عليها.
في هذا السياق، قال أحد المسؤولين الأمريكيين، الذي لم يذكر اسمه، إن "الخارجية الأمريكية تحضر الأرضية لمفاوضات السلام المحتملة بين أوكرانيا وروسيا"، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
مفاوضات بشروط أوكرانيا
بدوره، أشار مسؤول آخر إلى أن الولايات المتحدة لم تتخذ أي خطوات محددة بعد، و"لا توجد هناك أماكن معينة للمفاوضات أو أوراق أو استراتيجيات للتفاوض". وحسب "بوليتيكو" فإن مجلس الأمن القومي الأمريكي من أكبر معارضي المفاوضات مع روسيا.
فيما قال مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جيك ساليفان قبل أيام، إنه "ما دامت روسيا متمسكة بهذا الموقف فبإمكانها الاستيلاء على الأراضي قدر ما تستطيع بالقوة، من الصعب أن نرى فيها طرفاً موثوقاً به في التفاوض".
كما أكد مسؤول أمريكي رفيع لـ"بوليتيكو" أن "الجميع في هذه الغرفة يشاركون هذا النمط للتفكير".
كانت الإدارة الأمريكية قد أكدت مراراً أن موقفها يتمثل في أن "أوكرانيا هي التي تحدد شروط المفاوضات"، وأن واشنطن لن تناقش الشأن الأوكراني بدون مشاركة كييف في ذلك.
مع أن بعض التقارير الإعلامية أشارت إلى أن ساليفان الذي زار كييف مؤخراً كان يحاول أن يحث الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي على تغيير موقفه، بشأن رفض التفاوض مع روسيا ما دام فلاديمير بوتين رئيساً لها.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد مجدداً استعداد روسيا للمفاوضات مع أوكرانيا، لكن موسكو أشارت أكثر من مرة إلى أن هذا الأمر يبدو مستحيلاً في ظل موقف كييف الراهن.
استغلال "انتصار" خيرسون
من جهتها، قالت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، إن مسؤولين أمريكيين بارزين بدأوا في حثِّ كييف على التفكير في إجراء محادثات سلام مع روسيا، لاستباق التراجع المتوقع في الشتاء لوتيرة تقدم القوات الأوكرانية، خاصة أن كييف قد استعادت السيطرة على خيرسون، وتمكنت من الظفر بأحد أكبر انتصاراتها في الحرب حتى الآن.
يأتي حديث واشنطن عن اغتنام الفرصة لإحداث انعطاف محتمل في مسار الحرب متأثراً بعدة عوامل: منها اقتراب فصل الشتاء، وتفاقم المخاوف من التضخم الناجم عن ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، وإمداد أوكرانيا بالفعل بأسلحة ومعدات تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، فضلاً عما شهدته الحرب حتى الآن من عشرات آلاف الضحايا في كلا الجانبين.
فيما تعهدت الولايات المتحدة وحلفاؤها بمواصلة المساندة العسكرية لأوكرانيا، إلا أن مسؤولين بارزين في واشنطن بدأوا في التساؤل علناً عن مقدار الأراضي التي يمكن لأي من الجانبين السيطرة عليها، وما تكلفة ذلك.
في الوقت نفسه، يبدو أن بعض المسؤولين الأوروبيين أكثر تفاؤلاً من غيرهم، بشأن قدرة أوكرانيا على تعزيز موقفها.