قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إنها استدعت السفير الأوكراني "ووبّخته" على خلفية تصويت كييف لصالح قرار بشأن فتح تحقيق دولي في الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث قوبل القرار باعتماد أممي.
الخارجية الإسرائيلية ذكرت في بيان أنها عبرت للسفير الأوكراني، يفجن كورنيتشوك "عن الاستياء" إزاء تصويت أوكرانيا لصالح القرار. وأضاف البيان "تم التوضيح للسفير بأن هذا السلوك لا يعد سلوكاً ودياً".
بدورها، ذكرت السفارة الأوكرانية بإسرائيل في بيان حول الاجتماع نشرته على فيسبوك "أعرب السفير الأوكراني عن خيبة الأمل من موقف إسرائيل، التي امتنع ممثلها عن الإدلاء بصوته في تصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة حول مسألة التعويضات الروسية لأوكرانيا".
وبينما أشار البيان الإسرائيلي إلى أنه تم "استدعاء" السفير، قالت أوكرانيا إن الاجتماع تم الترتيب له مسبقاً ولم يكن استدعاء.
قرار أممي يدعم فلسطين
يشار إلى أن القرار الأممي الذي صوتت لصالحه كييف وأغضب تل أبيب، يطالب محكمة العدل الدولية بإصدار رأي استشاري "على نحو عاجل" في "احتلال إسرائيل طويل الأمد واستيطانها وضمها للأراضي الفلسطينية"، الذي قال إنه ينتهك حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
وتمت الموافقة على القرار الخميس 10 نوفمبر/تشرين الثاني من قبل لجنة إنهاء الاستعمار الأممية، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية في ذلك التاريخ.
وأشارت إلى أن الخطوة تمت بـ"اختراق دبلوماسي وقانوني فلسطيني"، بعد تصويت 98 دولة لصالح القرار مقابل 17 ضده، فيما امتنعت 52 دولة عن التصويت.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، في حرب عام 1967. بينما توقفت محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة في عام 2014.
كانت آخر مرة تناولت فيها محكمة العدل الدولية الصراع في عام 2004، عندما قضت بأن الجدار العازل الإسرائيلي غير قانوني، وهو ما تعارضه إسرائيل.
علاقات "متأرجحة"
من جانب آخر، كانت العلاقات بين تل أبيب وكييف محل تمحيص منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، حيث أدانت إسرائيل الغزو، لكن دون أن تقطع علاقاتها مع موسكو.
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية في 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أنها لن تقدم أنظمة أسلحة لأوكرانيا بسبب "القيود العملياتية" التي تواجهها.
وفي محاولة منها لتفادي أزمة مع روسيا، رفضت إسرائيل طلبات متكررة من أوكرانيا بتزويدها بالأسلحة الثقيلة، بما فيها أنظمة الدفاع الجوي والمعدات العسكرية، في وقت امتنعت فيه عن الموافقة على فرض عقوبات اقتصادية على روسيا.
وكثّفت كييف في الآونة الأخيرة مناشدتها لإسرائيل التماساً للدعم بعد أن أعلنت عن ضربات روسية متعددة باستخدام طائرات مسيّرة "شاهد 136" المصنوعة في إيران. وطوَّرت إسرائيل، وهي خصم لإيران، وسائل لرصد هذه الطائرات وإسقاطها.
زيلينسكي "مصدوم" من إسرائيل
وفي 24 سبتمبر/أيلول المنصرم، عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن "صدمته" لعدم تزويد إسرائيل كييف بأنظمة مضادة للصواريخ، للمساعدة في مواجهة الهجمات الروسية، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وعلى الرغم من أن إسرائيل استنكرت الغزو الروسي، فقد قصرت مساعداتها لأوكرانيا على الإغاثة الإنسانية، متعللة برغبتها في مواصلة التعاون العسكري مع موسكو بشأن سوريا جارتها، فضلاً عن الحفاظ على مصالح الجالية اليهودية الكبيرة في روسيا.
كانت الحكومة الإسرائيلية قد سعت للمحافظة على العلاقات مع موسكو، بينما تتوجس من التواجد العسكري الروسي عند حدودها الشمالية مع سوريا؛ حيث يشنّ الجيش الإسرائيلي ضربات متكررة تستهدف عناصر موالية لإيران.
يُذكر أنه منذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا؛ ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.