تعتزم شركة "أمازون دوت كوم" العملاقة تسريح نحو 10 آلاف موظف، في وظائف إدارية وتكنولوجية، بدءاً من هذا الأسبوع، ما يمثل أكبر خفض من نوعه تقدم عليه الشركة حتى الآن، بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن مصدر مطلع، الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
سيمثل تقليص الوظائف الذي كانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد أوردت نبأً بشأنه في وقت سابق نحو 3% من موظفي "أمازون"، وقال مصدر رويترز- لم تذكر اسمه- إن العدد الدقيق قد يختلف مع مراجعة الوحدات داخل أمازون أولوياتها.
شركة البيع بالتجزئة عبر الإنترنت تعتزم خفض وظائف في وحدتها للأجهزة، والتي تصنع المساعد الصوتي "أليكسا" وكاميرات الأمن المنزلية، بالإضافة إلى قسم البيع بالتجزئة والموارد البشرية، ولا يزال الإطار الزمني الذي ستبلغ خلاله أمازون موظفيها بالتسريح غير واضح.
عزا المصدر هذا الخفض إلى بيئة الاقتصاد الكلي التي تواجهها أمازون وشركات أخرى، والتي تشهد حالة من عدم اليقين.
كانت الوحدة التي تضم "أليكسا" قد سجلت خسارة تشغيلية تزيد عن خمسة مليارات دولار سنوياً، مع تفكير أمازون فيما إذا كان ينبغي عليها التركيز على إضافة إمكانات جديدة عندما يستخدم العملاء الجهاز في وظائف قليلة فقط.
كذلك تتوقع أمازون ومقرها "سياتل"، بولاية واشنطن، حدوث تباطؤ في نمو المبيعات في موسم العطلات المربح عادة.
تُعد أمازون أحدث شركة أمريكية تجري تخفيضات كبيرة في قاعدة موظفيها للاستعداد لتراجع اقتصادي محتمل.
كانت شركة "ميتا بلاتفورزم"، الشركة الأم لفيسبوك، قد قالت الأسبوع الماضي إنها ستلغي أكثر من 11 ألف وظيفة، أو 13% من قوتها العاملة، لخفض التكاليف، وتشمل الشركات الأخرى تويتر المملوكة لإيلون ماسك، ومايكروسوفت وسناب.
توظف مجموعة "ميتا" نحو 87 ألف موظف عبر العالم، وفق أرقام 30 سبتمبر/أيلول 2022، وخلال نشر أحدث النتائج الفصلية المخيبة للآمال مؤخراً، قال رئيس المجموعة مارك زوكربيرغ، إن عدد الموظفين في الشركة لا ينبغي أن يرتفع بحلول نهاية 2023، حتى إنه يجب أن يتراجع قليلاً.
يأتي هذا بينما أدى تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع تكلفة العمالة والنقل إلى إعاقة الشركات التي كانت قد استعانت بعدد كبير من القوى العاملة خلال جائحة كورونا، عندما ارتفع الطلب على التجارة الإلكترونية وغيرها من الخدمات عبر الإنترنت.
الآن، ومع تضرر طلب المستهلكين من ارتفاع الأسعار وتكاليف الاقتراض، يفكر الكثيرون في خفض الوظائف، وفقدت أسهم أمازون أكثر من 40% من قيمتها حتى الآن هذا العام، وانخفضت 1.1% في تعاملات منتصف اليوم إلى 99.67 دولار للسهم.
يُشار إلى أن أمازون أصبحت من أكبر الشركات الخاصة في العالم خلال السنوات الأخيرة، بعدد موظفين تجاوز الـ1.6 مليون شخص حتى عام 2021. لكن هذا النمو لم يأتِ بسهولة، إذ تحارب أمازون بكل طاقتها لمنع موظفي المستودعات الأمريكية من تشكيل نقابات، وسط استيائهم من انخفاض الأجور والضغوطات المتواصلة، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.