قال موريتز كريمر، كبير خبراء الاقتصاد في بنك "LBBW" المملوك جزئياً للدولة، في ولاية بادن فورتمبيرغ بجنوب غرب ألمانيا، إن برلين تجري محادثات سرية مع عدة دول من أجل الحصول على النفط، من بينها إيران التي تواجه عقوبات غربية.
صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية نقلت، الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عن كريمر، قوله: "تُجرى بالفعل محادثات مكثفة خلف الكواليس مع فنزويلا أو إيران أو الجزائر لتلبية احتياجات ألمانيا من النفط والبنزين".
تصريحات كريمر جاءت في سياق الحديث عن خطط ألمانيا لتغطية احتياجاتها من الطاقة، في ضوء مساعي البلاد للتوقف عن الاعتماد على الغاز الروسي، لا سيما بعد تدهور العلاقات بين برلين وموسكو، على خلفية الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022.
من جانبه، قال بيرند فاغنر، المتحدث باسم بنك LBBW، للصحيفة الإسرائيلية، إنه "من حيث المبدأ، لا ينخرط بنك LBBW في أي نشاط تجاري مرتبط بإيران".
لدى سؤاله عن تصريح كريمر بخصوص المحادثات السرية مع النظام الإيراني، قال فاغنر: "يبدو أنه حدث خطأ في الفهم، كبير الاقتصاديين كان يتحدث عن الاقتصاد الوطني، وليس عن نشاط LBBW.. الفرق واضح جداً هنا"، غير أن تصريح كريمر نُشر على موقع LBBW.
تُشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه لا يُعرف تحديداً كيف ستشتري ألمانيا الغاز من إيران في الوقت الحالي، بالنظر إلى العقوبات الأمريكية المفروضة على قطاع الطاقة الإيراني، وأضافت: "لربما تراهن الحكومة الألمانية على أن القوى العالمية ستتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، سيؤدي إلى رفع العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة الإيراني".
من جهتها، قالت المُعارِضة الألمانية الإيرانية شينا وجودي لصحيفة The Jerusalem Post إنه "لو أرادت ألمانيا الاستمرار في دعم الشعب الإيراني الذي يتعرض للضرب والقتل في شوارع إيران، وهو ما أعرب عنه المستشار الألماني أولاف شولتز (…) فعليها ألا تشتري النفط والغاز الإيرانيين".
أضافت وجودي أنه "إذا شرعت ألمانيا في شراء نفطنا المسروق من الجمهورية الإسلامية، فإنها تغض الطرف عن إراقة دماء الأطفال الإيرانيين الذين اغتالهم النظام، وتعقد صفقات مع نظام قاتل في إيران، ويعني أن ألمانيا تشتري دماء الشباب والأطفال الإيرانيين".
يُعد الحرس الثوري الإيراني مُهيمناً بدرجة كبيرة على قطاع الطاقة الإيراني، ويستفيد من أرباح النفط والغاز الإيرانيين.
بدوره، طالب كاظم موسوي، المتحدث باسم "حزب الخضر" الإيراني الذي يعيش منفياً في ألمانيا، برلين بوقف علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع طهران، كما طالب ألمانيا بفرض عقوبات على المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
يتزامن الكشف عن محادثات ألمانيا لشراء النفط الإيراني، مع إعلان برلين الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 أن عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة ستستهدف "الدائرة الداخلية للسلطة" في الحرس الثوري الإيراني.
وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، قالت للصحفيين قبل اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "سنقر حزمة عقوبات جديدة لإرسال إشارة واضحة إلى المسؤولين الذين يعتقدون أنهم يستطيعون قمع وترويع وقتل شعبهم دون عواقب"، وتابعت "ليس بوسعهم.. العالم وأوروبا يراقبان".
أضافت بيربوك: "ستستهدف العقوبات الجديدة الدائرة الداخلية للسلطة في الحرس الثوري الإيراني وهياكل تمويلهم على وجه الخصوص"، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.