افتتح الرئيسان الأمريكي جو بايدن والصيني شي جينبينغ، قمّتهما في إندونيسيا، الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بمصافحة "حارة"، فيما شدّدا على الحاجة إلى إدارة الخلافات وتجنّب النزاع، إلا أنهما تبادلا بعض التحذيرات حول ملفات خلافية، أهمها أزمة جزيرة تايوان.
جاءت المحادثات النادرة، والأولى للرئيس الأمريكي جو بايدن مع الصين منذ توليه الرئاسة، على هامش القمة الـ17 لدول مجموعة العشرين المرتقبة في اليومين المقبلين.
وقبل أول لقاء شخصي بين الزعيمين منذ أن أصبح بايدن رئيساً، ابتسم الزعيمان وتصافحا بحرارة أمام صف من الأعلام الصينية والأمريكية في فندق فاخر بجزيرة بالي الإندونيسية.
قال بايدن لـ"شي" وهو يضع ذراعه حوله قبل اجتماع استغرق أكثر من ثلاث ساعات: "كم هو رائع أن ألتقيك".
لكن بايدن أثار، وفقاً لما ورد في وثيقة للبيت الأبيض تلخص محتوى اللقاء، عدداً من الموضوعات الشائكة خلال الاجتماع، منها اعتراض الولايات المتحدة على "الإجراءات القسرية والعدوانية المتزايدة للصين تجاه تايوان"، و"الممارسات الاقتصادية غير المستندة إلى قواعد السوق" التي تتبعها بكين، وممارساتها في "إقليم شينجيانغ، والتبت وهونغ كونغ وحقوق الإنسان على نطاق أوسع".
كان بايدن قد صرح بأنه ملتزم بالحفاظ على بقاء خطوط الاتصال مفتوحة على المستويين الشخصي والحكومي.
تابع بايدن قائلاً: "بصفتنا زعيمين لبلدينا، فإنني أعتقد أن من واجبنا إظهار أن بإمكان الصين والولايات المتحدة إدارة خلافاتنا، والحيلولة دون تحول المنافسة… إلى صراع، وإيجاد سبل للعمل معاً بشأن القضايا العالمية المُلحة التي تتطلب تعاوننا المتبادل".
وأشار إلى تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي باعتبارهما من المشكلات التي من المتوقع أن يتصدى لها البلدانِ.
وقال البيت الأبيض إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، سيتوجه إلى إندونيسيا؛ لمتابعة سير المناقشات.
ولم يضع أي من الزعيمين الأمريكي والصيني كمامة على الوجه للوقاية من كوفيد-19 على الرغم من أن أعضاء الوفدين الأمريكي والصيني التزموا ذلك.
تحذيرات الصين
رداً على بايدن، قال الرئيس الصيني إن العلاقات بين البلدين لا تصل إلى التوقعات العالمية.
وأضاف: "نحن بحاجة إلى رسم المسار الصحيح للعلاقات الصينية الأمريكية. نحن بحاجة إلى إيجاد الاتجاه الصحيح للمضي قدماً في العلاقات الثنائية والارتقاء بالعلاقة".
ومضى قائلاً: "العالم يتوقع أن تعالج الصين والولايات المتحدة قضية العلاقات بينهما على نحو ملائم".
فيما أكد الرئيس الصيني أن بكين لن تتوانى عن الانخراط في مواجهة عسكرية مع واشنطن لتأكيد سيطرتها على تايوان.
بحسب مصادر أمريكية، فإن الصين استغلت لقاء بايدن وشي لإعادة تأكيد الخطوط الحمراء بشأن تايوان.
تدهورت العلاقات الأمريكية الصينية في السنوات القليلة الماضية، بسبب التوتر المتزايد بشأن قضايا تتراوح من هونغ كونغ وتايوان إلى بحر الصين الجنوبي والممارسات التجارية والقيود الأمريكية على التكنولوجيا الصينية.
لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن الجانبين تحلّيا بالهدوء خلال الشهرين الماضيين؛ لإصلاح العلاقات.
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، للصحفيين في بالي، إن الاجتماع "يهدف إلى استقرار العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وخلق أجواء أكثر ملاءمة للشركات الأمريكية".
وجود روسيا بالقمة
في وقت سابق من اليوم، أثيرت تكهنات في بالي بشأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي انتقد وسائل الإعلام الغربية بسبب تقرير عن نقله إلى مستشفى محلي في إندونيسيا متأثراً بمرض في القلب.
قال لافروف بابتسامة ساخرة: "هذه لعبة ليست جديدة في السياسة.. الصحفيون الغربيون يجب أن يكونوا أكثر مصداقية".
ووصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الأمر بأنه "قمة التزييف" ونشرت مقطعاً مصوراً لوزير الخارجية وهو جالس في الهواء الطلق مرتدياً سروالاً قصيراً وقميصاً ويطالع مستندات.
ومع ذلك قال حاكم بالي، وايان كوستر، لـ"رويترز"، إن لافروف زار لفترة وجيزة، مستشفى محلياً لإجراء "فحص طبي"، وإنه في حالة صحية جيدة.
ويشارك لافروف، في قمة مجموعة العشرين، وهي الأولى منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط، نيابة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن قال الكرملين إن بوتين لن يتمكن من الحضور لكثرة انشغالاته.