“أنصار الحرب” في روسيا غاضبون من بوتين.. وجهوا انتقادات للرئيس بعد الانسحاب “المهين” من خيرسون

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/14 الساعة 14:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/14 الساعة 14:23 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - Getty Images

صعَّد أنصار الحرب في روسيا من انتقاداتهم لأداء الجيش في أوكرانيا، الأيام الماضية، بعد الانسحاب المهين للقوات الروسية من مدينة خيرسون جنوبي الأراضي الأوكرانية، حتى وصل الأمر لتوجيه النقد إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظام الحكم في البلاد، في خطوة غير مألوفة.

صحيفة The New York Times الأمريكية قالت، الأحد 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن  ألكسندر دوغين، المنظِّر اليميني البارز لاستراتيجية التوسع الروسية، كتب في منشور على الموقع الإلكتروني لشبكة Tsargrad TV التلفزيونية، أن المهمة الرئيسية للزعيم السلطوي هي حماية الناس والأراضي الواقعة تحت سيطرته، و"لا يجوز للسلطات في روسيا أن تسمح بالتنازل عن أي موضع آخر، فقد تجاوز الأمر الحدَّ".

"الفكرة الروسية الكبرى"

أرجع دوغين فشل الكرملين في بلوغ أهدافه إلى كونه يتبع أسلوب العلاقات العامة في إدارة الأمور ولا يلتزم التزاماً حقيقياً  بـ"الفكرة الروسية الكبرى". 

ولم يتطرق المنشور مباشرة إلى انتقاد بوتين، إلا أنه استدعى حكاية إفريقية قديمة عن "ملوك المطر" الذي عجزوا عن استسقائه على أقوامهم وسط الجفاف. 

كما كتب دوغين لاحقاً على صفحته بموقع Vkontakte أن المحللين الغربيين حرَّفوا ما قاله للادعاء زوراً بأنه انقلب على بوتين.

 لم يقتصر الأمر على دوغين، فقد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي منشورات كثيرة تشكك في صحة استفتاء سبتمبر/أيلول الذي أجرته السلطات الروسية في خيرسون وزعمت بعده أن الأوكرانيين صوَّتوا بأغلبية ساحقة للانضمام إلى روسيا.

 انتقادات أحزاب سياسية

وصدرت بعض الانتقادات عن أحزاب سياسية قلَّما تتحدى الكرملين، مثل الحزب الشيوعي الذي تقدَّم نوابه في الدوما (البرلمان الروسي) بطلب استجواب لوزارة الدفاع بشأن أوامر الانسحاب من خيرسون، إلا أن نواب حزب "روسيا الموحدة" الحاكم تمكنوا من إحباط الطلب البرلماني قبل إقراره.

 في غضون ذلك، استدل بعض المراقبين بتزايد الانتقادات للإشارة إلى أن بوتين لم ينجح في إبعاد نفسه عن التأثر بالانتكاسات المتكررة في الحرب الجارية، وإن كانت شدة الانتقادات لم تبلغ بعدُ حدَّ تحميله المسؤولية الحقيقية عن الحرب وانتكاساتها.

 إذ قال مكسيم ترودوليوبوف، المحلل السياسي الروسي المقيم في المنفى حالياً: "لا شك في أن الأمور تزداد سوءاً على بوتين، إلا أنه يصعب الوقوف على حقيقة آثارها؛ لأنه تجاوز في السابق حدوداً كثيرة ومع ذلك فقد ظل قادراً على التحكم في دائرة الحكم الداخلية وأصحاب النفوذ. وقد تمكنوا من استيعاب الضرر الواقع حتى الآن".

الانسحاب من خيرسون تدبير تكتيكي مؤقت

زعم كبار المسؤولين الروس ووسائل الإعلام الحكومية أن الانسحاب من خيرسون إنما هو تدبير تكتيكي مؤقت، وأن ضم روسيا للمنطقة لا يزال قائماً.

 تأتي بعض أشد الانتقادات الموجهة للجيش حدة من حسابات تواصل اجتماعي مرتبطة بمنتمين إلى مجموعة المرتزقة الروسية "فاغنر"، وتحث المجموعة عموماً إلى انتهاج المزيد من العنف في أوكرانيا للرد على أي انتكاسات للقوات الروسية.

 تساءل بعض المعلقين عن السبب في امتناع روسيا عن استخدام ترسانتها النووية، ولماذا لم يقصف الجيش الروسي طرق الإمداد التي تحصل منها أوكرانيا على الأسلحة والمعدات من الولايات المتحدة وأوروبا.

تحميل المزيد