وصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، المعارك الدائرة في منطقة "دونيتسك" بأنها تشبه الجحيم، بسبب ضراوة الاشتباكات المتواصلة مع القوات الروسية، مشيراً إلى أن الأخيرة دمّرت البنية التحتية في مدينة خيرسون قبل أن تنسحب منها وتدخلها القوات الأوكرانية.
جاء ذلك في رسالة مرئية نشرها زيلينسكي، السبت 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، على تطبيق تليغرام، وقال إن نجاح أوكرانيا في خيرسون ومناطق أخرى يرجع إلى حد ما إلى المقاومة في منطقة "دونيتسك"، في مواجهة الهجمات الروسية المتكررة.
أضاف زيلينسكي أن "الوضع هناك كالجحيم، تدور معارك ضارية هناك كل يوم (…)، لكن وحداتنا تدافع بشجاعة، إنها تتحمل ضغط الغزاة الرهيب، وتحافظ على خطوطنا الدفاعية".
تُعد دونيتسك واحدة من المناطق التي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم 30 سبتمبر/أيلول 2022، عن ضمها إلى جانب لوغانسك، وخيرسون، وزابوروجيا، إلى الأراضي الروسية، في خطوة أثارت رفضاً وتنديداً واسعين من أوكرانيا وحلفائها الغربيين.
كان زيلينسكي قد تعهد بألا تتخلى قواته ولو عن "سنتيمتر واحد" في المعارك الدائرة للسيطرة على منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا.
تقع النقاط المحورية للصراع في المنطقة الصناعية في دونيتسك، حول بلدات باخموت وسوليدار وأفدييفكا، مسرح أعنف قتال في أوكرانيا منذ غزو القوات الروسية.
في موازاة ذلك، أشار زيلينسكي إلى أن القوات الأوكرانية دخلت مدينة خيرسون، وقال إن القوات الروسية دمرت البنية التحتية الرئيسية في خيرسون قبل الفرار، وكانت خيرسون العاصمة الإقليمية الوحيدة التي سيطرت عليها في أوكرانيا، منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022.
رحّب سكان خيرسون المبتهجون بالجنود القادمين، بينما قال زيلينسكي إن السلطات تعاملت مع ما يقرب من ألفي لغم وشراك وقذائف لم تنفجر خلّفها الروس المغادرون، وذلك في إطار مساعيهم لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
أضاف زيلينسكي أن الروس "في كل مكان لديهم نفس الهدف، وهو إذلال الناس قدر الإمكان، لكننا سنعيد كل شيء صدقوني، قبل الفرار من خيرسون دمّر المحتلون كل البنى التحتية الحيوية: الاتصالات والمياه والتدفئة والكهرباء".
يُعد انسحاب القوات الروسية من خيرسون بمثابة انتكاسة لموسكو، والتي كانت قد اضطرت إلى سحب قواتها من منطقة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا أيضاً، بسبب الهجمات الأوكرانية، وأثار انسحابها غضباً في روسيا، حيث اعتبر البعض مغادرة المنطقة بمثابة انتكاسة أيضاً لموسكو.
تعاون إيراني روسي
من ناحية ثانية، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً، السبت 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، في وقت تبدو فيه طهران حليفاً أساسياً لموسكو في غزوها لأوكرانيا.
الرئاسة الروسية قالت في بيان إن الرئيسَين تطرّقا إلى "سلسلة من المسائل" المتصلة بالعلاقات الثنائية بين إيران وروسيا، "مع التركيز على تكثيف التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية".
لفت الكرملين إلى أن بوتين ورئيسي تطرقا أيضاً إلى "مجال النقل والشؤون اللوجستية"، في وقت يعاني الاقتصادان الروسي والإيراني من عقوبات غربية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
يأتي هذا الاتصال في فترة تزداد فيها عزلة بوتين على الساحة الدولية، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وسلسلة الانتكاسات التي تعرض لها الجيش الروسي في أوكرانيا مذاك.
تواجه إيران اتهامات من قِبل أوكرانيا وحلفائها، بأنّها زوَّدت روسيا بطائرات مسيّرة انتحارية، لاستهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
لكن طهران قالت إنها أرسلت لروسيا عدداً صغيراً من الطائرات المسيرة قبل بدء الحرب، وفي الشهر الماضي قال مسؤولان إيرانيان ودبلوماسيان إيرانيان لوكالة رويترز إن إيران وعدت بتزويد روسيا بصواريخ أرض-أرض.
يُشار إلى أن روسيا تشن منذ 24 فبراير/شباط 2022، هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم- في مقدمتها واشنطن- إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.