كلّف الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، الأحد 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، بتشكيل حكومة جديدة، بناءً على التوصيات التي تلقاها من نواب الكنيست، عقب الانتخابات التي جرت في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، والتي حقق فيها نتنياهو مكاسب كبيرة.
تطرق هرتسوغ، في مراسم بُثت على التلفزيون، إلى محاكمة نتنياهو في اتهامات بالفساد، وقال إنها لا تشكل عقبة قانونية أمام توليه المنصب من جديد، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
كانت غالبية من النواب في الكنيست الإسرائيلي- بلغ عددهم 64 نائباً- قد أوصوا هرتسوغ بمنح نتنياهو تفويضاً لتشكيل حكومة، وفي المقابل اقتصر عدد الذين فوّضوا إلى هرتسوغ تكليف رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد، تشكيل الحكومة على 28 نائباً.
نتنياهو قال عقب تكليفه، إنه يتعهد بتشكيل "حكومة مستقرة ومسؤولة تمثل جميع سكان إسرائيل"، وأشار إلى وجود "توافق واسع في إسرائيل على ضرورة مواجهة برنامج إيران النووي".
سيكون أمام نتنياهو 28 يوماً لتجميع فريقه الوزاري، ويمكن أن يحصل على 14 يوماً إضافية إذا لزم الأمر، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
ومنذ الجمعة الماضي بدأ نتنياهو- وهو زعيم حزب "الليكود"- مفاوضات مع حلفائه من اليمين المتدين واليمين المتطرف لتشكيل الحكومة.
يأتي هذا بعدما تصدّر نتنياهو الانتخابات التشريعية الإسرائيلية مع حلفائه في اليمين المتطرّف، ويُتوقّع أن يشكّل نتنياهو حكومة ستكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، ما يثير كثيراً من المخاوف داخلياً وخارجياً.
حصل حزب "الليكود" على 32 مقعداً، فيما حصل الحزبان المتدينان المتشددين "يهودوت هتوراه" لليهود الأشكناز الغربيين، وحزب "شاس" لليهود الشرقيين السفرديم على 18 مقعداً، وتحالف اليمين المتطرف "الصهيونية الدينية" على 14 مقعداً.
يتطلّع حزب شاس اليهودي الشرقي، برئاسة أرييه درعي، إلى تولي حقيبة الداخلية أو المالية، وأدين أرييه درعي بالتهرب الضريبي في عام 2021 وكان قد سُجن في السابق بتهمة الفساد.
أما بتسلئيل سموطريتش من تحالف "الصهيونية الدينية"، فيطالب علناً بوزارة الدفاع، فيما يطالب الزعيم اليميني المناهض للعرب إيتمار بن غفير، وهو الذي لطالما طالب بضم كامل الضفة الغربية، بتولي حقيبة الأمن العام.
قلق من بن غفير
كانت وسائل إعلامية قد ذكرت أن هرتسوغ حاول إقناع منافسي نتنياهو- لا سيما لبيد ووزير الدفاع بيني غانتس- بتشكيل حكومة وحدة معه، من شأنها تهميش زعيم حزب "القوة اليهودية" المثير للجدل والمحرض المعادي للعرب، بن غفير، فيما نفى هرتسوغ هذه المعلومات.
لكن خلال لقاء هرتسوغ، يوم الخميس 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مع ممثلين عن اليمين المتطرف، أبلغهم في بث مباشر أنه تلقى "أسئلة من المواطنين الإسرائيليين وزعماء العالم… أسئلة حساسة للغاية حول حقوق الإنسان".
أضاف هرتسوغ في حديث للنائب بن غفير، المعروف، بشكل خاص، بخطاباته الهجومية المعادية للعرب: "هناك صورة معينة لك ولحزبك وأنا أقول ذلك بكل أمانة، تبدو مثيرة للقلق من نواح كثيرة".
كان موقع Axios الأمريكي، قد نقل الأربعاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، قولهم إنه من غير المرجح أن تتعامل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع بن غفير.
بحسب مصادر الموقع الأمريكي، فإن واشنطن أشارت إلى أنها ستعمل مع أي حكومة منتخبة في إسرائيل، لكنها لفتت إلى أنه قد تكون هنالك مشكلة في التعامل مع سياسيين محددين، لكنها لم تحددهم.
أضاف المسؤولون أن "إدارة بايدن قلقة بشكل أساسي بشأن بن غفير والخطاب العنصري" لحزبه، ومواقفه ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والقدس.
يُشار إلى أنه بعد الانتخابات الأخيرة التي نظّمت في إسرائيل التي تشهد انقساماً سياسياً، دعت دول غربية عدة، بينها الولايات المتحدة، إلى "التسامح والاحترام للجميع في مجتمع مدني لا سيما الأقليات".