قالت روسيا، السبت 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إنه لم يتم الاتفاق بعد على تمديد المبادرة التي سمحت لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، حيث من المقرر أن ينتهي سريان الاتفاقية في غضون أسبوع، في حين أكدت إصرارها على وصول صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة دون عوائق إلى الأسواق العالمية.
في الوقت ذاته، نقلت وكالة تاس الروسية الرسمية للأنباء عن نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، قوله إن المحادثات مع مسؤولي الأمم المتحدة في جنيف، الجمعة 11 نوفمبر/تشرين الثاني، "كانت مفيدة ومفصلة"، لكن مسألة تجديد الاتفاق "لم تحل بعد".
العودة لنظام سويفت العالمي
المسؤول الروسي أضاف أنه لا يمكن تحقيق تقدم ما لم تتم إعادة ربط بنك حكومي روسي يمول قطاع الزراعة بنظام سويفت العالمي للمدفوعات، وهو ربط قطعته العقوبات الغربية.
ونقلت تاس عن فيرشينين قوله إن إعادة ربط (روسلخوز بنك) بنظام سويفت هو نقطة أساسية. مضيفاً أنه "بدون ذلك، بالطبع، لا يمكننا ببساطة المضي قدماً"، ولفت إلى أن مسؤولي الأمم المتحدة أكدوا لروسيا أنهم "يعتبرون هذه المسألة أساسية أيضاً".
يُذكر أن الاتحاد الأوروبي أعلن في 3 يونيو/حزيران الماضي، أنه سيستبعد البنك الروسي من نظام سويفت، في إطار الموجة السادسة من العقوبات بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا منذ فبراير/شباط مطلع هذا العام.
وصول شحنات الحبوب "دون عائق"
بدورها، تقول الأمم المتحدة إن الاتفاق الذي أبرم في يوليو/تموز أتاح تصدير عشرة ملايين طن من الحبوب والأغذية الأخرى من أوكرانيا، مما ساعد على تجنب أزمة غذاء عالمية.
إلا أن روسيا شكت مراراً من أن شحناتها من الحبوب والأسمدة، لا تصل فعلياً إلى الأسواق العالمية بسبب العقوبات التي تقيد حصول شركات الشحن على التمويل والتأمين ودخول الموانئ. رغم أنها غير مستهدفة بصورة مباشرة بعقوبات غربية، وفق رويترز.
من جانب آخر، أشار بيان لوزارة الخارجية الروسية إلى أن شحنات الحبوب الأوكرانية و"تطبيع" الصادرات الزراعية الروسية كانا جزأين غير قابلين للتجزئة من حزمة تدابير واحدة تهدف لضمان الأمن الغذائي العالمي.
وذكرت الوزارة في بيان بشأن محادثات الجمعة: "جرى التأكيد على أن ضمان وصول المواد الغذائية والأسمدة الروسية دون عوائق إلى الأسواق العالمية هو وحده الذي من شأنه تحقيق استقرار في الأسعار".
بينما قالت الأمم المتحدة في بيان، الجمعة، إن المشاركين (في المحادثات) "ما زالوا ملتزمين بتنفيذ مبادرة حبوب البحر الأسود وأجروا مناقشات بناءة بشأن استمرارها".
"سلاح الجوع"
وتتهم أوكرانيا روسيا بالضغط على العالم بسلاح الجوع، فيما تنفي روسيا، التي حالت سفنها الحربية دون الوصول إلى الموانئ الأوكرانية حتى دخل الاتفاق المبرم في يوليو/تموز حيز التنفيذ، استغلال قضية الحبوب كأداة لكسب نفوذ في الصراع.
وعلقت روسيا لفترة وجيزة مشاركتها في الاتفاق في 29 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، بعد هجوم على أسطولها في البحر الأسود، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعاد بلاده للاتفاق بعد أربعة أيام فقط، إثر وساطة قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
على صعيد آخر، يشار إلى أن روسيا سحبت قواتها من مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا هذا الأسبوع، لتخسر العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها منذ الغزو في 24 فبراير/شباط.